منذ بضعة أشهر كشفت الشركة الراعية للمنتخب المصري لكرة القدم عن تصميم طائرة المنتخب الوطني والتي ستقله إلى كأس العالم روسيا 2018، وانتقد كثيرون تصميم الطائرة ولونها وبعض الأخطاء الأخرى كـ “تي شيرت” الحضري.
لكن كان هناك من أزعجهم انتقاد الطائرة و التعليق على سوء تصميمها -سبحان الله لم يزعجهم سوء التصميم نفسه- ووصف المنتقدين بالمتشائمين المحبطين الجاهلين “إيه مش عايزنا نفرح بمنتخبنا”.
في النهاية غيرت الشركة الراعية -بعد الاتفاق مع اتحاد الكرة وشركة مصر للطيران- التصميم لتقديم آخر يليق بالمنتخب الوطنى الذي يشارك بكأس العالم بعد غياب 28 عاما.
إذن التصميم الأول لم يكن يليق بالمنتخب باعتراف الشركة الراعية ومن اتفق معهم على التغيير، لكن أحدًا لم يعتذر عما فعل ولم يشرح لنا سبب التقصير وكيف تم التعامل معه لتلاشيه فيما بعد، حتى لم يعترفوا أن النقد كان مفيدًا ولولا هذا الغضب لكان مر كل شيء كمرور أشياء عديدة “مرور الكرام”.
الأمر نفسه في تصميم البدل السيء والتي ارتداها لاعبو المنتخب، بمجرد أن تم انتقاد سوء مظهرها، ظهر على الساحة من يضع لها مليون مبرر ويتبجح “دي بدل عالمية وهو ده الجديد هو أنتم مش عاجبكم حاجة”، لكن من يتذكر فقط صورة عبدالله السعيد بهذه البدلة سيعرف إنها ليست جيدة بالطبع.
أصروا على “تبجحهم” والتبرير لأي شيء، بينما نحن كنا مصرون على التفتيش عن أي شكل من أشكال البهجة تغاضينا عن أشياء عديدة فقط من أجل أن نفرح.
سافرت بعثة من الفنانين والرياضيين والشخصيات العامة إلى روسيا -على حساب الشركة الراعية- لدعم الفريق والتشجيع،على حد قولهم، انتقد كثيرون تحمل الشركة التابعة للحكومة لهذا المصاريف ونحن نعاني اقتصاديًا، كيف يُعقل أن نفعل هذا! ونحن في أزمة، الأمر موجع لكل بسيط، موجع لكل عاقل يشعر بالآخر، لكل من يحب بلده بصدق لا لمقابل.
البعض بالطبع كذب “مسافرين على حسابهم”، حتى أكد شريف منير وبوسي شلبي، خلال فيديوهات لهم، أنهم سافروا على حساب الشركة الراعية للمنتخب.
الرد المنطقي للمسافرين في هذا الموقف هو الاعتذار عما فعلوا وأن يردوا ما أخذوه، وإذا أخذك الكبر ولم تعتاد على الاعتذار فربما يكون الصمت حلا، لكن أن تستمر في تبريرك وتبجحك بل وتهاجم من انتقد فعلتك فهذا بالطبع هو خيارك الأسوأ.
ردًا على الانتقادات نشر الفنان شريف منير مقطع فيديو عبر “فيسبوك”، كان غاضبًا وقال: ” مش شايفين يا جماعة إن اللي بيتقال علينا ده كتير، يعني لو الفريق المصري كسب كان هيتقال علينا كدا، جتلنا دعوة عبارة عن طيران وإقامة فقط، زي أي مهرجان سينمائي، مبنخدش فلوس، احنا رايحين ندعم فريقنا الوطني بدون أي مقابل”.
وأعلنوا -بعضهم- رفع قضايا ضد كل من هاجمهم! بل تطوع نيابة عنهم بعض الفنانين وهاجموا المنتقدين “يعني لو جات لك الفرصة ماكنتش هاتروح”، هل كانوا يتحدثون من منطلق “كلنا فاسدون”!
هم مستمرون في “التبرير” ونحن مستمرون في انتقاد كل ماهو “فاسد” ومستمرون أيضًا في الدعم والإشادة بكل ماهو ناجح، والتفتيش عن كل ماهو مصري ووطني ويدعو إلى البهجة بحق، لا مجرد “فرقعة إعلامية للانتفاع”.
نسعد باحتفاء العالم بالعالم المصري الكبير “منقذ الأرواح” وصاحب اللقاحات الدكتور عادل محمود، الذي رحل عن عالمنا منذ أيام.
نفخر ونقول نحن مصريون مثله؛ هذا العبقري الذي نعاه بيل جيتس وعشرات العلماء حول العالم، الرجل الذي طور لقاح الحصبة والجدري وغيرهم وأنقذ الملايين من فيروس روتا والورم الحليمي، فرفع اسم مصر عاليًا ولم ينتظر منها مقابل.
مستمرون في فخرنا واحتفائنا بمحمد صلاح الذي أبهر الجميع بمستواه العالمي وإصراره، وبأصحاب الفيلم المصري “يوم الدين” لأبو بكر شوقي، على جائزة “Francois Chalais” من مهرجان كان.
يبهجنا ونحتفي بالدكتور محمد السيد بدر (39 عامًا)، من تولي منصب عميد كلية الإعلام بمدينة ميونخ الألمانية ليكون أصغر مغترب في ألمانيا يتولى هذا المنصب وباختياره كأفضل أستاذ جامعي في ألمانيا عام 2017، بعد منافسة مع أكثر من 70 أستاذا ألمانيا.
إذا كانوا مصممين على بجاحتهم وتبريرهم؛ فنحن مرضى بالأمل و البهجة ومصممون انتقاد “الخطأ”، ونحلم بمنتخب أقوى وإدارة كرة القدم المصرية بعيدًا عن المجاملات، إدارة تقود منتخبنا إلى مستوى أفضل، لا إلى مجرد تواجد.
تعليقاتكم