حدث ذلك ظهيرة يوم شديد الحرارة اصطحبت فيه ابنتي من التجمع الخامس في الطريق إلى مدرسة الباليه الخاصة بحي المعادي، توقفت لشراء جوارب “شراب كولون” لابنتي بينما استشطت غضبا بعدما وصلتني أنباء عن ترشيح شخصية ما -لا داعي لذكر اسمها- لتتقلد منصب وزير الإعلام وقتها بعد خلاصنا من الإخوان وحكمهم وبعد ثورة ومجهود كبير للإعلام المصري.
حينها رأيت أن المجيئ بها على رأس الإعلام مهانة ليس لمهنتنا فحسب بل لوطننا أيضا، وبينما أركض بين محال المركز التجاري وأجري اتصالات بالمعنيين في محاولة لإثنائهم عن القرار ان كان صحيحا فكيف لشخص شديد التواضع في الموهبة طريقه غير نزيهة أن يكسر القيم التي حاربنا من أجلها، فإذا بغضبي وثورتي تتوقف اثر اصطدامي بباب محل زجاجي بقوة غضبي واحتمالية انهزام أحلامنا جميعا، انتهت الحادثة بسبع غرز بحاجبي الأيسر بقيت آثارهم حتى اليوم.
ولم يعين وزير للإعلام حتى اليوم وعلمت وقتها أنني لم أكن الوحيدة التي غضبت من ترشيح تلك الشخصية بل كان الغاضبون كثر بقدر الحالمون وقتها والمتطلعون لبداية جديدة.
في العام الماضي لفت انتباهي تجربة فيديو فردية اسمها “الاسبتالية” تقدمها فتاة مصرية تحمل بساطتنا في المظهر واتقاننا في العمل عبر تجربة صغيرة تحتل بكل حلقة منها غرائب طبية مفيدة للجمهور، أردت أن التقط الموهبة وأعمل على ابرازها وتطويرها وصناعتها نجمة تليق بالفضاء الإلكتروني الذي تمثله عبر الشركة التي كنت أديرها في ذلك الوقت، أردت أن أدعم التجربة التي بدت بعيني مرشحة للنجاح والانتشار وأضرب بذلك مثلا لتقدير مجهود ومحاولات الشباب، قضيت فترة عملي في دفع الذى يحاربني وردع المكائد ومحاربة الشرور انتهت التجربة سريعا دون أن أحقق ربع ما خططت، أجلس في شرفتي احتسي قهوتي وأفكر في غد أفضل وطريق سالك لأداء واجبي لأجد “الاسبتالية” في ثوب متطور جديد ولكن ليس عبر شركتي ولا أي قناة اعلامية مصرية، بل كانت قناة الجزيرة هي من احتفت بالموهبة والتقطتها وأطلقتها عبر فضائها، لتفوز الجزيرة بالثقة ونحن بالحسرة وأنا بغضب عارم احتجاجا على الخسارة، أنا خاسرة سيئة لا أقبل المساس بوطني لذلك أغضب.
تعليقاتكم