كان الصحفي أبو الخير نجيب محررا فى “الأهرام” وتم تكليفه بالذهاب لمقابلة رئيس الوزراء إسماعيل صدقي – وما ادراك ما هو اسماعيل صدقي- ، وعندما طال الانتظار وتجاوز ٤٥ دقيقة، فرغ صبر “أبو الخير” وعاد إلى جريدة الأهرام ودخل مكتب رئيس التحرير – في هذا الوقت- أنطون الجميل باشا، وصمم على استقالته إذا لم يسمح له بالرد على إهانة “رئيس الوزراء”.
انعقد مجلس إدارة “الأهرام” وانتهى بعدم نشر أي شىء أو أي خبر أو أي صورة أو أي تعليق أو أي مقال عن إسماعيل صدقي، واستمر ذلك شهراً كاملاً، مما أفقد رئيس الوزراء الصبر واضطره للذهاب لـ”الأهرام” ليعتذر لـ”أبو الخير نجيب”.
في الخامس عشر من سبتمبر سنة 1928 م صادرت حكومة محمد محمود باشا ثمانية وعشرين ألف نسخة من العدد 144 لمجلة (روزاليوسف) الصادر في الخامس عشر من سبتمبر سنة 1928م، وبعد المصادرة أغلقت المجلة أربعة أشهر، فاحتالت السيدة فاطمة اليوسف على التخلص من هذا الموقف واتفقت مع الأستاذ (جورج طنوس) على الاشتراك معه فى تحرير مجلة (الرقيب)، إذ جاء العدد الأول من المجلة صورة طبق الأصل من (روزاليوسف) المعطلة مما ثارت له الحكومة واعتبرته تحديًا لها فأصدرت أمرا بتعطيلها بعد طبع 30 ألف نسخة معدة للبيع.
تحدت السيدة فاطمة اليوسف الحكومة، فاتفقت مع (محمد بك صفا) على تحرير مجلة (صدى الحق) وفي الثالث والعشرين من فبراير سنة 1929 م بعد أن قاربت على الانتهاء من طبع القسم الأول من المجلة داهم البوليس المطبعة وصادر عشرة آلاف نسخة وأبلغ صاحب الجريدة قرار الوزارة بتعطيل المجلة نهائيا.
لم تيأس السيدة فاطمة اليوسف فأصدرت مجلة الشرق الأدنى بالاشتراك مع الأستاذ (أمين سعيد) في منتصف شهر مارس سنة 1929 م، ظلت تصدر إلى أن عطلت فى يوم الثانى من يوليه سنة 1929م. ويرجع سر بقائها طيلة تلك المدة للرقابة التي فرضها صاحبها (أمين سعيد) على محتوياتها، إلا أن المجلة أخذت شكل مجلة روزاليوسف بدءا من العدد 68 الصادر في التاسع عشر من مارس سنة 1929م من خلال نشر رسوم كاريكاتيرية تسخر من محمد محمود باشا رئيس الوزراء وقتها؛ فصدر قرار بإيقافها ومصادرة أعدادها.
لم تيأس السيدة فاطمة اليوسف فأصدرت مجلة (مصر الحرة) مشاركة مع صاحبها (محمود طاهر العربى) إذ كتب على غلافها الخارجي بدءًا من العدد 17 الصادر في الثالث عشر من أغسطس سنة 1929م (يشترك في تحريرها السيدة روزاليوسف، ومحمد التابعى) كما ظهر توقيع الرسام صاروخان على الكثير من رسومها، وقد استمرت (مصر الحرة) في الصدور إلى ما بعد استقالة وزارة محمد محمود باشا فى الثانى من أكتوبر سنة 1929م، لتكون رابع مجلة تصدرها.
تبقى الصحافة السلطة الرابعة والمهنة الشريفة التي لوثتها السنين، تبقى الصحافة متربطة بالناس والشعب والتي يسقطها الانتماء للحاكم
تحيا الصحافة حرة مستقلة
تعليقاتكم