لو سألتنى عن أبرز وأجمل أدوار دينا الشربيني أقول لك بكل ثقة: «داليا»، مديرة مكتب الأستاذ طارق (محمود عبد المغنى) فى المسلسل الشهير «المواطن إكس» الذي عُرض في رمضان 2011، وحقق نجاحًا كبيرًا وقتها؛ خاصة مع التشابه بين قصة المسلسل وواقعة مقتل الشاب خالد سعيد.
في هذا الدور الصغير الذي كان مناسبًا في تلك الفترة لحجم «دينا»، ظهرت فيه كفتاة «ثرثارة» صاحبة الدم «الشربات» التي تضيق ذرعًا بأصدقاء المحامي الذي تعمل لديه وتناديه بـ«أستاذ طاااااارييييق».. هي في الحقيقة كانت تتحمل «رخامة» أصدقائه، وعملها الذي يشبه – لا مؤاخذة يعني – «الخادمة» لا مديرة مكتب محامٍ؛ لأن الهوى دائمًا غلاّب، فهى كانت تحب «طارق»، حتى أنها تتعرض بسببه للاغتصاب.
قد تتهمنى بـ«الأفورة» لو قلت لك إننى أرى أن دينا الشربيني هي نفسها «داليا» في مسلسل «المواطن إكس» ولكن مع بعض «الرتوش» القليلة؛ فأنا أراها شخصية جميلة «شكلًا وروحًا»، ودمها كذلك «عسل وشربات» مع طيبة الفتاة الشعبية صاحبة الأحلام البسيطة.
لا أعرف سر الهجوم عليها، ومحاولة اصطياد الأخطاء لها؛ بسبب علاقتها الغامضة – حتى الآن على الأقل – بالفنان عمرو دياب؛ هى دائمًا كده «الكحكة في إيد اليتيم عجبة».. لماذا نرى أنها لها تستحق شخصًا بحجم «الهضبة»؟! لماذا نحاول «العكننة» عليها ونستدعى واقعة قديمة لاتهامها بحيازة وتعاطي المخدرات؛ يا سيدي لقد نالت عقابًا قانونيًا، وحرمت لفترة من التمثيل، ربنا بيسامح يا جدع منك ليه.
هل رأيت الصورة التي كانت منتشرة لها على «السوشيال ميديا» بعد رقصة «تحدي الكيكي»، هي صورة ليست جميلة فعلًا؛ جرى التقاطها وأعتقد أنه تم «اللعب فيها» لتظهر هكذا، الفتاة ذات الجسم النحيف المخيف، والعينان اللامعتان في الظلام حتى نقول وضميرنا مستريح: «كيف يرتبط عمرو بهذه العفريتة؟!».. هذا الحديث من الآخر كما تناقلته صفحات الفتيات الكارهات لارتباط الفنانة بـ«الهضبة»: هو بيحب فيها إيه؟!
خلينا أكثر واقعية.. هل كل صورنا «جميلة»؟ ألا توجد صور لا نكون غير راضين عنها فنسرع بعمل «ديليت» لها من على هواتفنا؟ بل نغضب و«نقلب الدنيا» لو سربها أحد الأصدقاء على صفحات «فيس بوك» مثلًا.. فلماذا نقبل أن نتناقل صورة «قبيحة» لدينا الشربيني لمجرد القول إن عمرو دياب – لمؤاخذة يعني – ذوقه مش حلو.. أنتوا مالكم يعني؟!
هل حققت صفحاتكم آلاف «اللايكات» وعملتم «شير» حلو عند تداول فيديو تظهر فيه «دينا» وهي تعطى الهضبة «المناديل» ليُجفف عرقه فى حفل جزيرة «ميكونوس» باليونان، شاهدت ذلك على صفحات إحدى الصديقات والتي كتبت نصًا: «أيوة يا ختى ناوليه المناديل ناولى».. إيه ده!! أنتوا مالكم يا جدعان.
ربما تقول إننى أبالغ لو أخبرتك أن حكاية الهجوم على «دينا الشربيني» لمجرد علاقتها – الغامضة – بعمرو دياب لها أبعاد نفسية، وكذلك التصالح مع النفس والتعاطف معها له أبعاد نفسية أيضًا.. أنا «لا أفتي ولا بهري».
الدكتور سعيد صادق، أستاذ علم الاجتماع بـ«الجامعة الأمريكية»، يقول إن الناس دائمًا يقبلون على أخبار المشاهير، عليها طلب من الآخر، فهذه تزوجت وتلك طُلقت وأخرى اتخطبت، ده عيان، وآخر بيموت.
وأضاف لـ«الليلة الكبيرة»: أى شخص مشهور تجد له محبين وأخرين يحقدون عليه، وهذا يظهر في قصة دينا الشربيني وعلاقتها بـ«عمرو دياب»، فالمصريون دائمًا يميلون للشتائم حتى المتدينين منهم، وينظرون لهذه القصة بطريقة «الأمير» الذي تزوج «السندريلا».
وتابع: نرى فتاة تردد مثلًا: كيف يتزوج عمرو دياب بتلك الفنانة (دينا الشربيني) غير المشهورة؛ دي وحشة.. أنا أجمل منها، لماذا لا أرتبط بشخص مثله، مضيفًا أن الارتباط بقصص المشاهير يجعل الجماهير تشعر بخيالات معينة.
واستكمل: من الطبيعي أن يكون هناك حقد، أما غير الحاقدين والذين يرون أن الفنانة دينا الشربيني تستحق مثلًا عمرو دياب؛ فهؤلاء إما متصالحون مع أنفسهم، أو الأمر لا يعنيهم بالمرة، فينظرون للموضوع بـ«طريقة سطحية».
ويقول أيضًا إننا قد نرى مطربًا يغنى دائمًا «رومانسي»، وهو في الحقيقة غير ذلك، فأنا أعرف مثلًا صديقة لى متزوجة من شخصي مهتم بالعمل الحقوقي، ويظهر كثيرًا في التليفزيون متحدثًا عن هذا الأمر، لكنه في البيت يضرب هذه الزوجة، ويصورها ويسرقها.. «شيزوفرينيا».
الخلاصة.. اتركوا دينا الشربيني في حالها؛ هى لم تأخذ «اللقمة» من أفواهكم، ولم تقتل لكم «قتيل»، وبعدين الزواج «قسمة ونصيب».. حتى عارف الموضوع هينتهى على إيه؟!
تعليقاتكم