في منتصف التسعينيات ظهر عمرو خالد من خلال قناة اقرأ شاب رقيق الحال يحاول تبسيط المعلوم من الدين، وقتها تعرض لهجوم كبير من جانب مشايخ السلفيين مثل وجدي غنيم وأبو اسحاق الحويني وغيرهم مما دفع الكثيرين للبحث عنه ومشاهدته وقد كنت واحدا منهم .
تميز عمرو بقدرات خاصة في الحديث ويعتبر مؤسس مدرسة دعوية التي تخرج منها فيما بعد ذلك العديد من الدعاة مثل مصطفي حسني ومعز مسعود وغيرهم، ويعتبر عمرو خالد رائد الدعاة الجدد بشكلهم العصري، أن كانت تنبع مدرسة عمرو خالد من شكل التيار الإخواني الدعوي، وهناك أقوال كثيرة حول انتماء عمرو خالد للإخوان في فترة من حياته و خلاف بين الباحثين هل ترك عمرو خالد الإخوان أم لا ؟ عموما عمرو خالد بالتأكيد خارج التنظيم بشكل كامل و الا كان تعرض للسجن .
حاول عمرو خالد خلال السنوات السابقة استغلال نجاحه في عمل العديد من المشاريع الشبابية الناجحة التي أدت إلى انتعاش حركة العمل التطوعي في مصر كلها، والحقيقة أن جمعية رسالة وصناع الحياة وبنك الطعام لعبوا دورا عظيما في تغيير العمل الخيري في مصر و ادخال الشباب و المراهقين داخل العمل التطوعي بشكل كبير،خرجت علينا قبل يناير 2011 الكثير من الأحاديث والشائعات حول منع عمرو خالد من الإقامة فى مصر، علاقته بعلاء مبارك ، محاربة الأمن له ،المنافسة الخيرية بينه وبين جمال مبارك على مشروع تطوير القرى الأكثر فقرا وغيرها، عموما فى النهاية لن تجد أي شيء مؤكد.عمرو دائما يترك الأسئلة بدون أجابات واضحة.
ساهمت شهرة عمرو في دعم مشاريعها الخيرية التي يشرف عليها، مما شجعه على أن يكون له حزب بعد أحداث يناير 2011 و وجوده في الميدان وصلت درجة إيمان الشباب به إلى طرح اسمه في انتخابات رئاسة الجمهورية .. تخيلوا معي رئيس جمهورية يتورط في اعلان دجاج !! شئ غريب.
عمرو خالد يجيد عرض بضاعته ويجيد تسويق نفسه بشكل رائع مخالف لشكل التقليدي ولكن أخطاءه الكثيرة قد تكون سببا في نهايته الإعلامية وتدمير اسطورته التي تنتهي بشكل تدريجي منذ أحداث يناير 2011 ،قد وصفه وحيد حامد في مسلسل الجماعة الجزء الاول بأنه ممثل جيد يجيد تسويق علمه.
لا أحد يعرف ما هي خطوات الداعية القادمة ولكنه بالتأكيد سيستمر، فعمرو خالد الذي بدأ رحلة صعود طويلة ليس من السهل أن ينتهي الآن، أعتقد أنه سيعيد ترتيب أوراقه وسيخرج علينا بفكرة برنامج جديدة من النوعية الشبابية بعيدا عن الدين و سينجح إذا فعل ذلك, سينجح إذا اقتنع أنه مقدم برامج وليس رجل دين.
تعليقاتكم