يبدو أنه موسم سقوط الكوميديا، بل يبدو انه موسم السقوط في المطلق، 2018 حتى هذه اللحظة يحمل لقب الموسم الأسوأ في كل ما شاهدته من مواسم رمضانية، فلا كوميديا ولا دراما فقط الكثير من الرصاص والقتل والانفجارات، أو ببساطه ضجيج دون أي طحين يذكر.
الغريب أن هذا العمل يحمل اسم أهم ممثل كوميدي في الخمسين عاما الأخيرة، سمير غانم، والأهم أنه يظهر في كل حلقة تقريبا، ولكن ببساطة يظهر سمير غانم وتغيب الكوميديا ويحل بدلا منها الإستظراف المبالغ فيه والافتعال وكل ما يمكن أن ينفرني بشكل شخصي من عمل درامي.
تلك الشراكة بين محمد محمدي وأحمد محيي والتي افرزت منذ العام الماضي إلى الأن ثلاثة مسلسلات والحديث هنا عن عامي 2017 و2018 فقط، وهم هربانة منها وخلصانة بشياكة وعزمي وأشجان ربما أن لها أن تنتهي، ربما أصبحت تجربة الكتابة لأي شيء أخر غير الكوميديا هي الطريق المناسب حاليا، فباستثناء بعض حلقات ومشاهد خلصانة بشياكة لأم يقدم الثنائي محيي ومحمدي أي كوميديا تذكر فقط الافتعال ثم المزيد من المواقف المفتعلة وهكذا.
حمى الافتعال تلك تنتقل معهم من عمل إلى أخر حتى وصلت لقمتها في مسلسل عزمي وأشجان الذي ربما أفقدني حماسي لمشاهدته من الدقائق الأولى في الحلقة الأولى من المسلسل، إلا أنني كالعادة توقعت أن يكون القادم أفضل ولكن للأسف لم يكن هناك أي شيء أفضل.
حسن الرداد في رأيي ممثل جريء قليل الموهبة، إيمي سمير غانم تحمل قبول وموهبه أكثر بكثير من ممثلات اخريات، ولكن يبدو أن العمل بكل ممثلينه مصابين بعدوى الاستظراف السخيفة، حتى الكوميديان الجيد للغاية أحمد سلطان لم يسلم هو الأخر من تلك العدوى.
والأسوأ أنها ليست فقط عدوى استظراف بل عدوى الاستسهال، ذلك الإفيه بين الرجل الغبي ضعيف البنية والشخصية والمتزوج من سيدة متفجرة الأنوثة ” المفترض” تم قتله منذ منتصف السبعينات فلماذا يعتقد مؤلفي العمل أنه سيعود للحياة عام 2018.
الاستسهال أيضا في المواقف والحلول في كشف المعلومات داخل العمل، حتى في كتابة الحوار، كل شيء في هذا العمل الدرامي مصاب بالاستسهال المبالغ فيه، وكأن صناعه كانوا يركضون للحاق بالموسم، وكأن كل ما يعنيهم هو التواجد في الموسم لا شكل أو محتوى هذا التواجد.
عزمي وأشجان جعلني أعتقد أننا نعيش في عالم من السذج والاغبياء فكل الضحايا يعانون من سذاجة مفرطه حتى عسكري الشرطة يعاني من تلك السذاجة حتى المفتش الذي يبحث عنهم ساذج وكأن السذاجة أصبحت هي مرادف الكوميديا لدي صناع عزمي وأشجان.
ذلك الاستسهال لم يقف فقط عند حد الكتابة بل حتى التمثيل والإخراج، ليتحول عزمي وأشجان إلى المشروع الوحيد الناجح هذا الموسم ولكنه نجح ببساطه في أن يكون أكثر الأعمال الدرامية التي بها كم من الإستظراف والاستسهال غير المتوقعين.
تعليقاتكم