لماذا نجح محمد رمضان ؟
الإجابة على هذا السؤال ضرورية عند تناول أي عمل جديد للفنان بالنقد حيث يبقى محمد رمضان حالة فنية نادرة التكرار لبطل موهوب بشدة ولا خلاف على هذا، مجتهد، ذكي، ادرك خلطة النجاح مبكرا بصحبة السبكي منتجه المفضل عبر تقديم بطل شعبي صاحب مظلومية يلخص حال نصف شباب مصر في عدة افلام مثل عبده موتة وألألماني وقلب الأسد ومسلسله الشهير الأسطورة ومن قبل ابن حلال.
وكان النجاح الضخم والمتوالي والإيرادات الكبيرة ومعارك النقاد والسوشيال ميديا مع الفنان الشاب هم الوقود الذي قاده سريعا للقمة التي لم يبق عليها كثيرا بسبب أنه قرر أن يقدم خلطته الناجحة بقواعده هو هذه المرة لا قواعد الجمهور، فلم ير الجمهور بطلهم المفضل في أخر ديك في مصر ولا نسر الصعيد، كان شبح محمد رمضان على الشاشة غير مبررا لجمهور يعشق الابطال الشعبيين والبطل الشعبي طبقا للأعراف الاجتماعية والثقافية من المستحيل أن يكون شبحا أو ضابط شرطة.
كان البديل الطبيعي والنموذجي لهذا التراجع المفاجيء للبطل الشاب أن تزداد المعارك الصحفية ومعارك السوشيال ميديا حتى يمتلك الوقود للازم للبقاء والعودة لخلطة المظلومية مرة جديدة عبر فيلم الديزل.
المثير للدهشة أن محمد رمضان قرر وبكامل ارادته خلال هذا الفيلم أن يصل بمعاركه إلى نفسه شخصيا، لهذا نرى مفردات الأداء الحركي الثابتة لشخصيات محمد رمضان في قلب الأسد والألماني والأسطورة، مع استسهال غريب للغاية في التمثيل والتعبير عن المشاعر مع سيناريو مهلهل عجز عن نسب المظلومية لصاحبها بطل الفيلم فلم يكن تدخل بدر الديزل لكشف العصابة مفهوما ولا جالبا للتعاطف حتى بعد وفاة حبيبته السابقة التي كان يرفض الارتباط بها لأنها عاهرة ولا كان انقاذ صديقه السائق مبررا ليحمل المظلومية على كتفيه، فظل الجمهور خلال النصف الأول يشاهد الفيلم بملل التائه الذي يعجز عن التواصل والتعاطف مع بطل يحبه ويشجعه.
حتى بقية عناصر الفيلم من الممثلين فقد ساهم أداء ياسمين صبري المفتعل والسيء مع الشخصية المكررة لفتحي عبدالوهاب مع حركة الكاميرا العجائبية للمخرج كريم السبكي والمونتاج البائس للغاية للمونتير أحمد حمدي في ضعف الفيلم – هناك مشهد سيلفي فتحي عبدالوهاب الشهير في لحظة تذكره بداية اللعبة بنفس تكنيك التصوير ياظلمة – إلا أن هذا لم يكن يعوق محمد رمضان في أعماله السابقة عن تحقيق النجاح.
ربما عليه التخلي عن معاركه قليلا والتراجع خطوة للخلف حاملا مظلومية الهجوم الضاري غير مبرر عليه ليعود من جديد لجمهوره كما اعتاده بطلا شعبيا قويا قادرا على الانتصار، لأن أولئك الذين تشغلهم المعارك الجانبية يسقطون بضربة على الرأس
ملحوظة
أنا شفت فيلم الديزل في سينما شعبية مع أصحابي وعايز حق التذاكر بتاعة الفيلم من الأستاذ يسري نصر الله
تعليقاتكم