نشر صنع الله إبراهيم، روايــة بعنوان “67 “، التي بقيت حبيسة الأدراج لما يزيد عن سبعة وأربعين عامًا، نُشرت لأول مرة من كتابتها في العدد الأخير من مجلة (عالم الكتاب العدد 90/91) يوليو/أغسطس 2015، وهي الرواية التي كتبها في أثناء وجوده في بيروت، وانتهى منها 19 أغسطس 1968، كما هو مثبت في النص. أي بعد عامٍ فقط على هزيمة يونيو 1967.
قرر نشرها ولم يفكر فى دور نشر مصرية بسبب الرقابة فى ذلك الوقت، اختار لبنان التي شجعته بسبب وجود حرية النشر فى هذه الفترة، قدمها إلى العديد من دور النشر هناك، فتم رفضها من الجميع لأنهم يرون أن بطل الرواية مصاب بهوسٍ جنسيٍ واندهش صنع الله من ذلك الاتهام لأنه يرى الروايات التي صدرت عن دور النشر التي تنتقد روايته، والحقيقة أنهم الأحق بهذه التهمة لا هو.
في رواية 67 يقوم الراوي بسرد أحداث الرواية، التي تبدأ مع ليلة الاحتفال برأس السنة في بيت أخيه، كاشفًا عن علاقات متوترة بين الشخصيات، وتستمرّ الشخصيات في توترها طوال فصول الرواية، التي تأخذ رقمًا يبدأ من الفصل 1 إلى 13، جميعهم يهيمن عليهم راوٍ متكلم وإن كان يسرد من بقعة حيادية، وكأنّه يسرد وقائع عن غيره لا عن ذاته.
بطل القصّة صحفي يعمل في صحيفة ما غادر السّجن حديثا، بسبب أفكاره اليسارية يعيش في بيت أخيه مع زوجته وابنته نهاد. وهو نفسه الراوي المنغلق على ذاته، لا نعرف عنه شيئا سوى يوميات يسجّلها عن ذاته منذ استيقاظه وتناوله الفطور وركوبه الأتوبيس، ليبدأ رحلة تحرّش يستعد لها جيدا كل يوم.
هذا الراوي يدخل في علاقة حميمية مع زوجة أخيه التي تستجيب له، وتبادله الحب، تبدأ العلاقة منذ ليلة رأس السنة أثناء مراقصتها، فيلتصق بجسدها، وعندها تُحذره لأن أخاه بدأ يلاحظ، يتضح أن هذه الزوجة لها علاقات متعدّدة، بل أن أحدًا من أصدقاء زوجها كان يطاردها، بالإضافة إلى حبيب قديم، وكذلك مديرها في الشركة، لكن أهمّها علاقتها مع هذا الأخ، والتي تأخذ أبعادا تتجاوز فيها حدود المعقول، حيث يقيمان علاقة كاملة في الصّالة والزوج نائم في غرفته التي لا تبعد إلّا بضع خطوات عنهما، ويقبلان بعضهما مستغلين إطفاء الأنوار في أثناء الحرب، والهبوط إلى المخبأ.
مثلما كانت للزوجة علاقات متعدّدة كانت له أيضا علاقات متعدّدة، بدأت مع عفاف ابنة الجيران.
بينما العلاقة بـين هذين الطرفـين قائمة، كانت العلاقة على الجانب الآخر بـين الزوجين متوترة، فالزوج يشك في وجود عـلاقـة لها مـع آخـر ويبحـث عـن الدليـل، وأحيـانـا يقـف متـذللا أمام غرفتها على أمل أن تفتـح لـه لكـن من دون إجابة.
في أثناء هذه الأحـداث نشب العدوان الغاشم ووقع الشعب في أحبولة الإعلام، الذي جعل صديقـه الصحفي صادق يحلم بأنه سيكتب مقـالته القادمة من تل أبيب، وهو الممنوع من نشر مقالاته أصلا، ثمّ الاستيقاظ على فجيعة التنحّي، ومع كلّ هذه الوقائع التي كانت خلفية لأحداث الرواية، كانت العلاقة في التنامي بين الطرفين، وعندما أراد أن يضع لها حدّا، بتركه للبيت وذهابه إلى صديقـه رمـزي، أبـت وطـاردتـه، بـل وذهبت إليه ملحّة على استكمال العلاقة.
تعليقاتكم