ما بين الإعلامي والأخر فقط المهنية والخبرة والقدرة على استخراج المعلومات من الضيوف وإدارة الحوار هي الفيصل في نجاح كلا منهم، ربما تكون الفرصة أو بعض الصدف وقليل من التوفيق يساعدوا على الوصول لمكانة أبرز أو الوصول إلى سبق أكبر ولكن في النهاية لا سبق يأتي دون جهد دون سعي دون تطوير، خاصة في مجال الإعلام.
بوسي شلبي ورايا أبي راشد، في رأيي أن تلك المقارنة ظالمة للغاية بين الاسمين، ظالمة لا لشيء ولكن لأنها ببساطة تنتهي فور أن تبدأ المقارنة والمواجهة محسوبة تجاه رايا أبي راشد بمنتهى البساطة بل إنه لا يوجد وجه للمقارنة على الأساس.
المدرسة الإعلامية التي نشأت ونجحت فيها رايا أبي راشد هي مدرسة منفتحة على كل ما هو متطور وحديث في مجال الميديا والترفيه لبنان قبله الإعلاميين الواصلون إلى عصر الأقمار الصناعية قبلنا بسنوات وسنوات، وقبلها لبنان هي الدولة التي تحررت بشكل كبير من قيود السلطة على الصحافة المكتوبة
في حين أن بوسي شلبي للأسف خريجة مدرسة إعلامية يمكن تسميتها بمدرسة أين ترعرعت سيدتي؟ مدرسة قلما يخرج منها إعلامي يعرف كيف يدير حوار جيد مع الضيف كيف يختار السؤال الذي يوجهه للضيف فيخرج منه بإجابة جديدة على أذن المشاهد.
حينما ترى رايا أبي راشد تجلس أمام أهم وأشهر وألمع نجوم العالم، حينما تراها في هوليوود تجلس هي تدرك انها بقامة ذلك النجم الذي امامها تجلس وهي على ثقة كبيرة بنفسها وبإعدادها المتماسك للحوار تعرف كيف تخرج الإجابة من النجم وتعرف متى تهاجم وكيف ومتى تترك العنان للضيف في الحديث، تدرك جيدا كيفية إدارة الحوار.
بينما بوسي شلبي وهي اسم لامع في مجال الإعلام في مصر، ربما في الغالب تعتمد إما على ما يقوم المعد أو فريق الإعداد بتقديمه ولا تخرج عليه أو بمعرفتها بالشخصية بالضيف، أو على خبرتها النابعة من المدرسة الإعلامية التي تحدثنا عنها لتدخل الحوار وتخرج منه بلا معلومات جديدة ولا متعة حوار يدور في دائرة مفرغة تماما.
المحاور الجيد هو من يعكف على الإعداد لحواره بنافسه يدرس ويبحث شخصية الضيف الذي سيحاوره، يحدد نقاط الحوار والهدف منه وفق مدة الحوار وتوقيت عمله، لذلك فإن حوارات رايا أبي راشد مع نجوم السينما في العالم يمكن ان توضع كمرجع لكل إعلامي يريد أن يتعلم كيفية إجراء حوار بل إن مسيرة رايا نفسها يمكن أن تصبح سبيل وطريقة تعلم الأخرين السعي وراء ما تريد لا الاكتفاء بما هو موجود ومتاح.
لبنان البلد التي عرفت المعاناة ولكن شعبها عرف قيمة الحلم، كانت سببا في أن تصبح رايا على ما هي عليه، بينما اكتفت الإعلاميات المصريات بالفرح والسرور في تغطية المهرجانات المقامة على أرض مصر بنفس الطريقة التي كانوا يغطون بها تلك المهرجانات منذ سنوات وسنوات فبدا الأمر كأننا نشاهد شريط فيديو يتم تغيير فيه المناظر دون أن يتغير الحوار أو يتطور، أو يتحول إلى أي شيء سوى أسطوانة ألفناها وحفظناها جميعا.
تخيل معي أن كل حوار مع ضيف أجنبي أجرته بوسي شلبي تضمن ذلك السؤال المكرر المعاد ” إيه رأيك في مصر؟” أو السؤال المكرر أيضا ” أيه رأيك في المهرجان؟” ويا حبذا إن كان هذا الضيف قد حضر دورة سابقة من المهرجان ليأتي السؤال الأهم والأبرز ” ايه اللي اتغير في المهرجان عن زمان؟” (طب بالذمة ده كلام!).
ومؤخرا تخرج علينا بوسي شلبي لتسب الجمهور بعد انتقاد سفرها إلى روسيا على حساب الشركة الوطنية دون أدنى اعتبار للمعايير والمباديء التي على الاعلامي التزامها تجاه جمهوره
الريادة الإعلامية ليست بالنية، فإذا كنا نريد الريادة علينا أن نسعى لها ونطور من أنفسنا ومن أدواتنا علينا أنن ننظر كيف لدولة مثل لبنان يخرج منها رايا أبي راشد بينما تكتفي مصر أن تخرج لنا بوسي شلبي.
تعليقاتكم