عمرك سألت نفسك في يوم من الأيام ليه الجولة التالتة من دور المجموعات في أي بطولة في كرة القدم أو غيره بتتلعب مباريات كل مجموعة في نفس الوقت مش ورا بعض، طبعا حد ها يقولي علشان مفيش فريق يبيع الماتش لفريق تاني أو يتلاعبوا بالنتايج، طب عارف الفيفا ليه حطت القانون ده، عموما لو مش عارف تعالي وانا اقولك ولو عارف برضوا تعالي لسه بدري على الماتش تعالي اتسلى، كلمة السر في القانون ده هي الجزائر خيخون 82.

في بطوله كاس العام 1982 اللي اتعملت في اسبانيا صعد عن افريقيا فريقين الكاميرون المرعبة والجزائر العظيمة، أه والله عايز اقولك الجزائر كسبت نيجيريا تقريبا في المباراه الفاصلة وطلعت كأس العالم لكن تروح فين الشمس من قفا الفلاح بقى وسوء الحظ يروح فين.

القرعة توقع الجزائر في مجموعة صعبة جدا وهي المجموعة التانية ويكون معاها ألمانيا الغربية البعبع الأوروبي المخيف وفريق النمسا القوي وفريق تشيلي، طبعا الورق بيقول ألمانيا الأول وإحتمال تشيلي أو النمسا في المركز التاني والجزائر هي حصالة المجموعة.

أول مبارة للجزائر كانت قدام ألمانيا عايز اقولك إن ألمانيا في تاريخها لم تستهتر بفريق زي ما استهترت بجزائر 82 اللي كان فيه لاعيبه تاريخية في الجزائر على راسهم رابح ماجر والأخضر بلومي وغيرهم كتير، المهم منتخب ألمانيا الغربية وصل بيه الإستهزاء بمنتخب الجزائر لدرجه إن أحد اللعيبة قال في تصريح تلفزيوني ” ها احتفل بنفسي بتسجيلي الهدف الثامن في مرمى الجزاير” ولعيب تاني قال ” ايوه ايه هي الجزاير دي” المدير الفني الألماني نفسه كان شايف إن ده ماتش مضمون لدرجة إنه قال ماتش الجزاير ها يكون فسحه او تمرين جديد للمنتخب الألماني.

بدأ الماتش، الجزائر فريق واقف على رجليه متماسك وألمانيا ضايعه حرفيا قدام فريق بيدافع كويس والأهم إنه بيهاجم كويس جدا، بيهاجم لدرجة إن الأخضر بلومي تقريبا راح انفراد بحارس مرمى ألمانيا وشاط الكوره وصدها الحارس فرجعت لرابح ماجر اللي بيفجر قنبلة نووية في مونديال 82 علشان تتقدم الجزائر على ألمانيا 1-0، طبعا ألمانيا ما سكتتش وجابت جون التعادل بقدم الأسطوري كارل رومنيجه، بس الجزاير تسكت أبدا.

مفيش دقايق وهو هجمه من الناحيه الشمال بكروس عرضي توصل على رجل لخضر بلومي اللي ما يسميش عليها ويلزقها على قفا ألمانيا الغربية الهدف التاني وتفوز الجزاير في المفاجأة الأعظم يمكن في كل المشاراكات العربية في كأس العالم.

فريق النمسا بقى كان حويط يا أشرف، وخصوصا المدير الفني، اللي سافر ليبيا مخصوص علشان يتفرج على الجزائر وهي بتلعب في كأس أمم افريقيا 82 علشان يدرسهم ويجهز نفسه وفرقته اللي كانت عارفه إن الجزائر فريق مش سهل، وفعلا مش ثقه الجزائر الزايده في نفسها واستعداد النمسا الجيد تخسر الجزائر 0-2 من النمسا.

مش محتاج أقولك إن تشيلي خسرت من النمسا ومن ألمانيا وفاضلها ماتش قدام الجزائر، اللي بتلعب جيم تاريخي في الشوط الأول وبتخلص الشوط الأول 3-0 لصالحها، كده الجزائر بالنتيجة دي تتأهل حتى لو ألمانيا فازت على النمسا، ولكن للأسف الجزائر تقرر تكمل هجومها على تشيلي اللي نظمت نفسها دفاعيا وهجوميا وقدرت تصد هجوم الجزائر وكمان تجيب جونين علشان الماتش يخلص 3-2 للجزائر.

في اليوم التاني كان ماتش النمسا وألمانيا، في حاله تعادل الفرقين أو فوز النمسا تصعد الجزائر والنمسا، في حاله فوز ألمانيا 1 أو 2 أو 3، تصعد ألمانيا والنمسا وتخرج الجزائر لكن لو فازت ألمانيا 4-0 تصعد ألمانيا والجزائر وتخرج النمسا.

المهم تبتدي واحده من ألعن واسوأ فضايح المونديال، ألمانيا تجيب جون في الدقيقة 10، والنمسا تقرر إن كده ألمانيا تصعد هي والنمسا، ويبدأ واحد من أسوأ أحداث كره القدم، 80 دقيقة من التمريرات، لا النمسا بتهاجم ولا ألمانيا بتهاجم دول كان ناقس يلعبوا مع بعض 31 واللي يتعد عله يخرج.

في الماتش ده المعلق النمساوي قال عار على النمسا ما تفعله وانا افضل ان يخرج المنتخب من الكأس بدلا من أن يشارك في هذا العار الذي ليس له علاقة بكرة القدم، المعلق الألماني طلب من المشاهدين اطفئوا التلفزيونات ولا تشاهدوا هذه المهزلة التي يرتكبها المنتخب الألماني، المعلق الإسباني تقريبا كان بيشتم كل حاجه لدرجه إنه شبه اللي بيحصل بتحالف ألمانيا النازية مع النمسا في الحرب العالمية التانية.

الجماهير في المدرجات طلعت فلوس ورمتها على اللعيبة في أرض الملعب على أساس إنهم رخاص وبايعين الماتش وبيبيعوا ويشتروا، إختصار كانت ألمانيا والنمسا بتقدم ماتش العار في تاريخ المونديال، كل صحف العالم بلا استثناء هاجمت الفيفا والعار اللي حصل.

الجزائر قدمت إلتماس للفيفا لكن الفيفا ما عملتش حاجة في الموضوع، وخرجت الجزائر من كأس العالم بسبب فرق الأهداف، وكملت ألمانيا لحد ما وصلت للنهائي وخسرت من إيطاليا والنمسا ما كملتش لكن أهم حاجه حصلت إن الفيفا تحت ضغط الإعلام قررت تغير القوانين وتحط أهم قانون إن الجوله الثالثة من دور المجموعات تتلعب في نفس الوقت منعا للتلاعب بس بالمناسبة ده ما منعش التلاعب أوي بس على الأقل ما شوفناش عار زي عار مدينه خيخون الإسبانية سنة 82 اللي كان سبب في خروج الجزائر من كأس العالم.