في كل كتب التاريخ التي تكلمت عن الشوارع، لم يجئ أصل منطقة الهايكستب إلا في صفحة 414 من كتاب خريف الغضب، لـ”محمد حسنين هيكل”، في فصل مقتل اغتيال السادات حيث تعرض للمسألة عند ذكره لمكان خالد الإسلامبولي، وقال إن هايكستب اسم جنرال أمريكي خلال الحرب العالمية الأولى.
الهايكستب منطقة عسكرية تقع على طريق الإسماعيلية، وتحتوي على مركز تجنيد، بالإضافة لمعتقل ومدينة خاصة بضباط القوات المسلحة.
قبل العام 1943 م لم يكن للمنطقة اسم، لكنها تميزت بالسجن الكبير الذي سُجِن فيه اليساريون والمغضوب عليهم من البوليس السياسي، ثم تم استخدامها عام 1941 م كمستودع للإمدادات العسكرية في الشرق الأوسط خلال الحرب العالمية الثانية، بالإضافة إلى قاعدة جوية للولايات المتحدة الأمريكية ومحطة إذاعية تحت إدراتها.
مع العام 1943 م قررت بريطانيا تسمية المنطقة بـ “هوكستيب” والتي سماها المصريون لاحقاً بـ”الهايكستب”، وجاء قرار التسمية تقديراً لجهود الضابط الطيار بنجامين هوكستيب، أحد أبرز الطيارين الأمريكيين الذي ساهموا في تغيير مصير الحرب العالمية الأولى مبكراً منذ دخول أمريكا الحرب، حيث أشرف على خطة معركة ميدواي الجوية لكنه قُتِل قبل تنفيذها بعام واحد في إفريقيا.
جاء دخول أمريكا في الحرب العالمية الثانية حينما قامت اليابان بشن هجمات سريعة على أراضي الولايات المتحدة والمعروفة تاريخياً بـ”حادثة بيرل هاربر”، وبحدوث ذلك دخلت الولايات المتحدة في توتر عسكري مع اليابان، الأمر الذي أدى إلى توحيد الحرب في آسيا وأوروبا إلى حرب عالمية واحدة.
بفضل خطة بنجامين هوكستيب بدأ التراجع النازي عندما قامت الولايات المتحدة بالفوز في معركة ميدواي أمام اليابان وبدأ الألمان في التراجع أمام الهجمات الأنجلو أمريكية بإفريقيا.
أحدثت نتائج الحرب العالمية الثانية لاحقاً أعباء ثقيلة وتغييرات كثيرة في مستقبل الولايات المتحدة باعتبارها قوة عالمية جديدة، فبعد انتهاء الحرب انهار التحالف مع الاتحاد السوفييتي وخرجت الولايات المتحدة من الحرب العالمية الثانية كقوة عالمية، ومنحت الانتصارات شعور الثقة بالنفس وازدهاراً اقتصادياً لا مثيل له.
ساهمت الحرب العالمية الأولى أيضاً في ظهور مفهوم حقوق الإنسان، حيث تذكر الباحثة كريستينا تسيفيكا، أن الأمريكان في عز فرحتهم بنهاية الحرب واستشعارهم الازدهار الاقتصادي بدأ مواطنوهم السود الذين شاركوا أيضاً في الحرب ينتقدون السياسة العنصرية المنافقة في بلادهم وطالبوا بحقوق أكثر ووضعوا بذلك حجر الأساس لحركة حقوق الإنسان في الخمسينيات.
تعليقاتكم