الصديق المقرب كنز وثروة يصعب على أي فتاة التخلي عنه، فرغم عدم اقتناع بعض الرجال (الحبيب أو الزوج) بأهمية هذه العلاقة إلا أنه تمثال جانت هام للفتاة، بشكل خاص منذ طفولتي حتى الآن كان لدي العديد من الأصدقاء المقربين الرجال، إلا أن هناك علاقة صداقة  جمعت بين أشخاص في الوسط الفني كنت ومازلت أنظر لها كمثال حقيقي لمعنى الصداقة وهي علاقة السندريلا سعاد حسني والفنان المبدع صلاح جاهين، الذي كان خير صديق وأب ومكتشف، وهذا ما جعل سعاد حسني تدخل في حالة من الاكتئاب والمرض بعد وفاته،  ولذلك أعتقد أن هناك مجموعة من الأسباب تجعل كل فتاة تحتاج إلى صديق مثل صلاح جاهين.

1- الثقة من النظرة الأولى التي حدثت بين سعاد حسني وصلاح جاهين
في عام 1972 جمعت الصدفة بين صلاح جاهين وسعاد حسني في موسكو، حيث تصادف وجود طاقم عمل فيلم (الناس والنيل) الذي قامت ببطولته السندريلا وأخرجه يوسف شاهين، وعندما كانوا هناك اقترح طاقم العمل الذهاب لزيارة السيناريست صلاح جاهين الذي كان يخضع للعلاج في مستشفى موسكو واقترحوا زيارة جاهين، ومنذ اللقاء الأول بين سعاد حسني وصلاح جاهين أصبحوا أصدقاء ولم يأخذوا وقت طويل في مرحلة بناء الثقة.

2- مصلحة سعاد حسني أهم من مصلحة صلاح جاهين نفسه
في أحد اللقاءات النادرة لسعاد حسني حكت أنه رغم الصداقة القوية التي ربطتهم إلا أن جاهين كان دائماً يفصل بين علاقته كسيناريست بسعاد حسني وكونه الاب الروحي لها، وتحكي أنها بعد النجاح الكبير الذي حققا معان في فيلم (خلي بالك من زوزو) و (أميرة حبي أنا) لاحظ ان سعاد ترفض التعاون مع أي سيناريست غيره، مما جعله يعنفها بشدة ويقول لها(أنت موهبتك تخليكي تشتغلي مع أي حد وأوعي تكوني نجمة السيناريست الواحد أو حكر على حد حتى لو كان أنا).

3- فهم الروح والتواصل الوجداني
من أهم أسرار نجاح أي علاقة صداقة هو التواصل الوجداني، وهذا الأمر كان سر نجاح سعاد حسني بصلاح جاهين، حيث أنها كانت تطلعه على كل أسرارها وكان يقال أنها من المستحيل أن تقوم بقبول أي عمل فني بدون الرجوع لجاهين الذي كان بمثابة الأب الروحي لها، وحتى في زيجاتها كان جاهين له رأي هام، ولم يحدث بينهم خلاف إلا عندما تزوجت من أحد الأشخاص في الوسط بشكل مفاجئ، وكانت وجهة نظر جاهين في ذلك الوقت أنها دائماً متسرعة في وقعها في الغرام.

4- صلاح جاهين السند
كان صلاح جاهين بالنسبة لسعاد حسني هو السند الحقيقي، حيث كان بجوارها دائماً وبالتحديد عندما تقع في أزماتها النفسية المتكررة، وكان هو من يقوم بمساعدتها من هذه الأزمات التي كان أبرزها مضايقات أحد رجال الدولة لها في السبعينات بسبب امتلاكه أفلام جنسية لها، وخلال هذه الفترة التي تزامنت مع النكسة وصلت سعاد إلى أقصى حالات الاكتئاب والإحباط، ولكن جاهين سرعاً ما انتشلها من هذه الأزمة بتقديم فيلم (خلي بالك من زوزو) عام 1972، وفيلم (أميرة حبي أنا) في عام 1974.

5- تشجيع صلاح جاهين المستمر لسعاد حسني
بعد تعرضها للإصابة بمشاكل في العصب الخامس وزيادة وزنها بشكل تدريجي دخلت سعاد حسني في حالة من الاكتئاب شديدة، وكانت تنوي البعد تماماً عن الأضواء لأنها لم تعد السندريلا الرشيقة، ولكن الصديقين صلاح جاهين وأحمد زكي قدموا لها مسلسل هو وهي، الذي كتب أغنياتها جاهين وكانت أخر أعماله، ويحكى أنه كان رغم مرضه يذهب معها الأستوديو لتصوير الحلقات وتشجيعها، ولذلك عندما توفى صلاح جاهين قالت سعاد ( الآن مات والدي ورفيق مشواري الفني وصديقي الغالي) ودخلت بعدها في حالة من الاكتئاب شديدة.