أنا عادة ما بحبش أقرب من الممثلين أصحاب الاسماء الكبيرة لعدة أسباب: أهم سبب بخاف من الصدمة، بخاف أعرف ناس بعينها حفاظًا علي الصورة الذهنية المرسومة في مخيلتي ليهم حتى لو مش صحيحة.
السبب التاني خوفي من تفسير التقرب، أو أن احسب علي شخص ما أو شلة طمعًا في أي مصالح.
بحب منى زكي من زمان كممثلة عندها قبول وولا مرة حاولت أقرب وأعرفها، بعيدًا عن الاسباب اللي فاتت، مافيش بيني وبينها أصدقاء مشتركين وكان عندي شعور مسبق إنها فى مكان لوحدها كده بعيد حتى عن جيلها.
سمعت زي كل الناس بموضوع مرضها وكان صدمة إن واحدة من نجماتك المفضلات تتعب وسيل من الاشاعات حوالين مرضها، ووقتها مافكرتش غير في إن نفسي أروح أطبطب علي كتفها واقولها: أنا وغيري كتير بنحبك، ولأزم ترجعي توقفي علي رجلك وتشتغلي وتشتغلي كتير. وماكنش فيه فرصة حقيقية أعرف أقول فيها الكلام ده، غير إني أدعيلها وأطمن عليها من بعيد.
فرحت بعد تعافيها ورجوعها لشغلها كأنها صديقة مقربة أو واحدة من عيلتي. وتشاء الأقدار نتقابل في المغرب بعد رجوعها بالسلامة، من خلال مهرجان تطوان السينمائي أثناء مشاركتها بفيلم “أسوار القمر” وأنا بفيلمي “88”، والفرحه الأكبر من فرحتي إني بتفرج علي فيلم “أسوار القمر” ومنى قاعدة جنبي أو أنا قاعدة جنب منى، إن الفيلم طلع حلو ومثلت فيه كأنها لم تمثل من قبل.
ورجعتنا مرة تانية نحط اسمها ضمن أهم تلات ممثلات عندنا، بعد ما كنا خدنا فترة مش قليلة لما نتكلم عن أهم تلات ممثلات ماكنتش منى ضمنهم وللأسف يمكن التلات اسماء من جيل بعد جيل منى لتعطل مشروعها الفني لفترة كبيرة.
وتشاء الأقدار مرة كمان نتكلم وأعرف انسانة رائعة وواعية وفاهمة والغريب متواضعة وبتحب القراية وده شيء مبهر؛ لأن دايمًا جيل منى وما بعده متهم بالضحالة الفكرية والتعالي!
منى بتنقل طاقة إيجابية لكل اللي حواليها، وقفت جنبي وجنب غيري انسانيًا ومهنيًا كتير جدًا، خرجتني من اكتئاب ثم أصرت تساندني في فيلمي عن سناء جميل، ودعمها الأكبر أثناء مرض أمي وأن كانت ديه حاجة شخصية وخاصة جدًا،لكن شعور أن فنانة بحجمها ووسط كل مشاغلها تنزل تلف علي الدكاترة معايا شعور لا يوصف.
واكتشفت إني عكس معظم الناس اللي ممكن يلاقوا صعوبة في الكلام عن الجانب الانساني لشخص بيحبوه عن الجانب المهني، عند منى لاقيت أني أغلب الوقت بتكسف أتكلم عنها مهنيًا وبتكسف أقولها إنها ممثلة “استثنائية”، وإنها ظلمت لما الجمهور والنقاد أصروا يحطوا اسمها طول الوقت ملاصق لاسم ممثلة بسطحية وفقر موهبة حنان ترك، وعقدوا علي هذا الاساس مقارنتهم الظالمة.
وكنت وطول الوقت بحكي عن مواقف انسانية زي ما عملت دلوقت، لحد شهر رمضان ووقت عرض مسلسل “أفراح القبة” واكتشفت إني حابة أقول الحاجات اللي بتميز منى عن باقي جيلها وخصوصًا بعد عملين فيهم كل النضج الفني ده – فيلم أسوار القمر ومسلسل أفراح القبة – وكان لأزم أقول الكلمتين دول:
منى أكتر جيلها موهبة وثقافة وشطارة، وأكترهم إخلاصًا لشغلها، وإن كانت اتأخرت عنهم خطوة لرغبتها الطبيعية اللي لأزم نحترمها في تكوين كيان الاسرة والبيت، والحاجة التانية اللي ركزت فيها في السنوات الأخيرة وهي التدقيق في الاختيار، ولكن بعمل واحد بتقدر ترجع تأخد مكانها تاني في أول الصف.
مجتهدة مش واقفه في مكانها، بتعرف تشتغل علي نفسها ومدركة إنها في مكانة لا تسمح لها بالتراخي أو غرورالنجاح اللي ينسي الموهبة. صحيح عايزة طول الوقت تحافظ علي الصورة الذهنية اللي كونها جمهورها عنها وعن نوعية أدواها، وده خلق عندها تحفظات كتيرة، ولكن أعتقد إنها تجاوزت بعضها في أخر كام عمل ونجحت في ده، ده من ناحية، وإنها ماتكونش متواجدة من أجل التواجد اللي بيستهلك الموهبة ده من ناحية تانية.
منى بتذاكر دورها كويس وبتفهم أبعاد الشخصية اللي بتعملها، وبتخلق تفاصيلها الخاصة في كل دور بتؤديه، بتمثل بوعي مش بالفهلوة أو زي ما تيجي، وبتعرف تتطور نفسها وتشتغل عليها وعلشان كده بتصدقها.
عندها قبول وعندها حضور قوي، وروحها حاضرة قبل جسدها، وبتأخد بالها من التفاصيل الصغيرة قبل الكبيرة.
ممثلة دمها خفيف ولما تحب تضحك بتضحك، وبتعرف تصدقها لما تقرر تبكيك كمان.
منى أكتر ممثلات جيلها بتعرف تستغل جسدها وكل حواسها في أدوارها، بتعرف تستغل عينها، وبتوظف ده صح
عنيها بتوسع وتضيق بتزعل وتفرح وتندهش! ممثلة عينها حلوة وواعية لده وبتطوره لحد ما كان أهم أدواتها في مسلسل “أفراح القبة”. كمان هي من القليلات جدًا اللي بحس إن صوتها مريح حتي لما بتزعق لا تزعجك ولا تأذي سمعك وده اكتشفته متأخر لما ركزت معاها قوي في فيلم أسوار القمر ولاقيت إن صوتها حلو.
حريصة تسمع كل الأراء السلبية قبل الإيجابية .. والمبدع والموهوب الحقيقي اللي عنده ما بيخلصش.
وبمناسبة إن فاضل كام يوم علي عيد ميلادها: كل سنة وأنتِ حقيقية وموهوبة وعينك حلوة .. كلمتين بالبلدي كده في حب العسلية.
تعليقاتكم