على الجانب الأخر من حديقة جسر السويس يبدو شارع طومانباي الأقرب لسكني، يوازيه مباشرة شارع سليم الأول، نتسائل أطفالا في بداية الثمانينات عن المسميات، نعرف أن هذا هو الغازي العثماني الذي حارب الملك المملوكي في الريدانية – ميدان العباسية – قبل ما يزيد عن 5 قرون واحتل مصر.
ولأني طفل شغوف بالتاريخ يخبرني أستاذ المواد الإجتماعية في المرحلة الابتدائية أبو بكر أن شارع سليم هو المكان الذي استقر فيه جيش العثمانيين وشارع طومانباي هو المكان الذي عسكر فيه جيش المماليك.
أدرك بفطرتي كمصري طبيعي أنني أمام معركة بين محتل وأخر مثله، انتهت بفوز أحدهم ليحوز على الغنيمة، تذكر كتب التاريخ تحول مصر في أسى لولاية عثمانية وكأنها كانت قوة عظمي في عصر المماليك، اللطيف أن الكثيرين يذكرون حدث ترحيل جميع الصناع المهرة من مصر إلى الاساتانة بأوامر سليم وينكرون تماما عوتهم بعد سنين قليلة من وفاة سلطان المماليك، وأولهم الكتاب المدرسي، يبحث المحافظون عن سبب للتخلف الذي نعيشه فيجدون هذا سببا لطيفاً.
لم يلتفت أغلبهم لما فعله كلا من الحاكمين في المصريين، حملت الشوارع أسمائهم وصمتنا لأننا اعتدنا هذا ةصار من طبائعنا، لم يكن البحث عن سبب شيئاً هاماً للمصري في العادة
لكن البحث عن السبب مهم للغاية لأني في طفولتي شغلني سؤال هام، لماذا يدخل إبليس النار وهو لم يكفر، الشيطان يرد على رب العزة حسب النص القرأني قائلاً : وعزتك وجلالك لأغوينهم أجمعين، إبليس مؤمن يقسم بالله، إذا لابد أن يحاسب حساب المؤمن العاصي لا الكافر، لهذا عليه ألا يخلد في النار.
وما بين طرد عشرات الشيوخ لي في مرحلة المراهقة من المساجد لعجزهم عن السؤال الذي هداني الله سبحانه وتعالى إليه بعدما شعرت باليأس: عصى إبليس رب العزة عن يقين بوجوده وعظمته، رأى الشيطان الله وعصاه لهذا يستحق عقاباً أكثر من الكافر غيبياً.
الحقيقة أحيانا تبدو وكأنها نسبية
قليلاً من إعمال العقل .. تبدو الدنيا ألطف
تعليقاتكم