“ده هيعمل دور ابني لأ ده كتير”.. مشيرة إلى عمره قالت إحدى الفنانات هذه الجملة وأضاعت فرصة لتجسيد شخصية جديدة على الفنان الشاب ” محمد طعيمة ” في موسم دراما 2017.

قد تتوقع أن هذه الجملة وضياع هذا الدور وربما مواقف أخرى أكثر إزعاجًا قد أزعجت الموهوب طعيمة كثيرًا، لكن الحقيقة أنه تجاوز الأمر معتمدًا على فطرته وأداته الأقوى في مواجهة مشاكله وهي الضحك “هي عايزة تفضل مراهقة هي حرة بقى.. على فكرة أنا مش زعلان منها هي حبيبتي”.

استعد “طعيمة” الطالب بالمعهد العالي للفنون المسرحية إلى أعماله الجديدة وبخاصة إلى شخصية الموظف الساذج المحظوظ “محمد” والتي كانت واحدة من أكثر الشخصيات التي لاقت إعجاب الجمهور في دراما رمضان 2018 بمسلسل الوصية.

بما يحمله من سذاجة وبراءة وتلقائية يمر محمد “الوصية” إلى قلبك، يجعلك تبتسم، لا تتوقع رد فعله تجاه أمر ما، فتتحول ابتسامتك إلى ضحكة مسموعة وكل هذا من دون “استظراف” أو إفيهات مقتبسة و”مهروسة” في عالم السوشيال ميديا.

“أنا بحب الكوميديا جدًا وإنك تضحك الناس دي مش حاجة سهلة لأ أنت بتبذل مجهود كبير جدًا عشان تطلع الإفيه”.. هذا ماقاله طعيمة في لقاء تليفزيوني قديم له.

الحقيقة أنني أختلف مع طعيمة في الجملة الماضية، بل ربما يختلف هو مع نفسه إذا شاهد مرة أخرى في دور محمد الموظف المحظوظ، فسيجد نفسه يقدم الشخصية بخفة ظل وتلقائية كبيرة جدًا، يلقي الإفيهات بسهولة من دون أي مبالغة أو بذل مجهود كبير أو خروج عن إطار الشخصية، فترات الصمت والتفكير لديه ونظرات عينيه كانت تدعم صفة “غباء الشخصية وبلاهتها”، ما جعل الجمهور يصدق طعيمة في كل مشاهده.

من بصمات طعيمة أيضًا بالمسلسل، تلك الضحكة المميزة البلهاء التي يضحكها مع الوقوع في كل كارثة دون أن يقصد ودون أن يفتعل، الجمهور لم يصدق طعيمة أو الموظف محمد فقط، بل تمنوا أيضًا امتلاك أي قدر من حظه وخفة ظله، وربما براءته في مواجهة مشاكل الحياة.

“لفت نظرى جدا في حلقات الوصية… أدى طعيمة الشخصية بدون افتعال، صدّق الشخصية التى تعتقد فعلا أنها مميزة، تتميز ببرود و”تناحة ” مذهلة، يخيل الى أنهم لو ضربوه لقال (ضرب الحبيب زى أكل الزبيب) الشخصية يمكن أن تجد مثيلا لها فى كل مكان، أتمنى أن يؤدى طعيمة دوما أدواره بمثل هذه البساطة، لأن آفة ممثلي الكوميديا لدينا هي التصنع والافتعال والحركة العشوائية والصوت العالي المزعج”.. هذا ماقاله عنه الناقد محمود عبدالشكور عبر صفحته بموقع “فيس بوك”.

لم تكن شخصية محمد هي أول الشخصيات التي تلفت نظر الجمهور، فهو شريك لنجاح أحمد آمين في برنامجه الساخر “البلاتوه”، ويعتبره الأب الروحي له كما يعتبر البرنامج “وش السعد” عليه، فبعد البلاتوه تألق أيضًا في دور العالم “ابن خلدون” بمسلسل خلصانة بشياكة مع الفنانين أحمد مكي وشيكو وهشام ماجد.

طعيمة وإن كان يرغب في تقديم مختلف الأدوار ويتنوع ظهوره بين الكوميدي والتراجيدي -كما يقول- إلا أن البحث عن الضحكة سيظل رفيقه الأول؛ لأنه كوميديان بالفطرة.