تتميز العلاقات السياسية بين مصر و المكسيك بالهدوء بوجه عام، مع الوضع فى الحسبان أن هناك استجابة مكسيكية ملموسة لأى مبادرة مصرية لتوطيد العلاقات بين البلدين، ورغبة فى الاحتفاظ بعلاقات متميزة مع القاهرة، فضلاً عن التقدير المكسيكى للدور الريادى المصرى على المستويين الإقليمي والدولي .
علاقات مصر مع المكسيك بدأت رسمياً في عهد الخديوي عباس حلمي الثاني سنة 1905 م ، وذلك بوجود أول بعثة دبلوماسية رسمية للمكسيك في مصر بمدينة الإسكندرية ، لمساعدة السفن المكسيكية التي تتوقف في المدينة لتنتقل عبر قناة السويس.
وأقيمت العلاقات الدبلوماسية بين الدولتين بشكل رسمي في 31 مارس 1958 ، وبعدها بعامين افتتحت المكسيك أول سفارة لها بالقاهرة، لكن علاقة الدولتين بدأت أول ما بدأت سنة 1863 م ، وذلك عندما شاركت أورطة مصرية دعمًا للإمبراطور ماكسميليان الأول ـ المدعوم من فرنسا ـ ضد الثورة الوطنية التي قامت ضده، والأورطة لفظ عسكري معناه التجريدة ويساوية الآن كتيبة.
سافرت الأورطة سنة 1863 وعدد جنودها 453 وعادت في 8 يناير 1867 بعد أن فقدت 140 جنديًا، مات 46 منهم من المرض.
بدأت التجريدة في التحرك من ميناء الإسكندرية على متن الباخرة الفرنسية «لاسين» في طريقها إلى ميناء طولون الفرنسي، بعدها انضموا إلى مجموعة من قوات أتت من المستعمرات الفرنسية واستقلوا سفينة أخرى توجهت بهم إلى المكسيك ووصلوا يوم 23 فبراير 1863، بعد أن فقدت الأورطة سبعة من جنودها.
أشرس المعارك التي واجهتها التجريدة المصرية كانت في 2 أكتوبر 1863 عندما اندلعت معركة في منطقة فيراكروز شارك فيها جنود الأورطة المصرية السودانية، التي كانت مكلفة بحراسة أحد القطارات التي تحركت من محطة فيراكروز.
حيث نصب عدد من معارضي ماكسميليان كمينًا للقطارـ بعد أن انتزعوا القضبان ـ في ممر ضيق للغاية بين الجبال، وأخذوا يطلقون النار من كل جانب، وعندها هبط القائد الفرنسي “ليجين” من القطار وقذف بجنوده إلى المرتفعات تحت نيران المهاجمين، وسرعان ما أصيب القائد الفرنسي ومرافقه بلال حماد بطلقات قاتلة، فتقدم بخيت بدروم وأتون سودان وحملا ليجين وبلال، وتسلم الملازم شرر القيادة، وأعاد تنظيم قواته لتواجه كل الاحتمالات، ونجح في صد المهاجمين وإبعادهم عن القطار المزدحم بالنساء الهلعات والكهول العاجزين، واستمروا في القتال حتى وصل الدعم.
تعليقاتكم