في زمان ما، حمل أخر من يملكون صندوق الدنيا صندوقه وتوقف في محافظة دمياط في مواجهة لاعب البيانولا.. ابتسما في حزن .. كانا يدركان أنه وقت الرحيل، غربت شمسهما مع انتشار المذياع والتلفاز، جابا البلاد من جنوبها حتى شمالها وفي دمياط كانت نهاية الرحلة، قدما عرضهما الأخير فلم يحضره أحد ، فقط تسرب شعاع من النور والدفء ظهر واضحاً في تلك الليلة الشتوية من شهر نوفمبر عام ٧١، لينتهي العزف ويولد ساحر جديد من قلب صندوق الدنيا اسمه عمرو سمير عاطف.
أن تحدثنا عما قدمه التليفزيون للأطفال في الثلاثين سنة الأخيرة فليس لدينا سوى بكار الطفل النوبي الذي كتب قصته عمرو سمير عاطف في أول أعماله، كان لزامًا على الساحر الخارج من صندوق الدنيا أن يكتب للأطفال في بداياته، يحمل قلب طفل لن يتخلى عنه أبدا، لم يتلفت له أحد انشغل الجميع بمخرجة العمل العظيمة الراحلة منى أبو النصر، لم يهتم كان يعلم أن الطريق لا زال في أوله.
إذا ذُكر السيت كوم ذكرنا اسم عمرو سمير عاطف صانع السيت كوم الأول وربما الأخير في مصر، لأننا اذا سألنا أي مشاهد ماهو السيت كوم المفضل لديك سيجيب تامر وشوقية أو راجل وست ستات وكلاهما صنعه عمرو ليقود منفردًا ولفترة طويلة بصحبة الورش مرحلة السيت كوم في مصر قبل انتهائها.
لا يكل السحرة من الجديد، لا يكفون عن الإبهار، لكنك إذا رأيت خدعة الساحر ذاتها لعشرة مرات فسوف تملها، فكان لابد من خطوة جديدة كصورة جديدة تديرها بكرة صندوق الدنيا لمواجهة عين المشاهد.
فيلم ولاد العم كتجربة سينمائية أولى ونجاح تجاري غير مسبوق، ثم مسلسلات رقم مجهول والصياد وبعد البداية وأخيرا دلهاب وتجربة سينمائية أخرى متواضعة باسم الجيل الرابع.. جرأة غير عادية في اقتحام مجالات حديدة في الدراما، الطفل يحمل نفس النزق والشغف في التجربة، لا يهوى العمل مع النجوم بل يهوى المشاركة في صنعها وتقديمها.
يحمل اتهامات بالأمركة في الصنعة فيتذكر مسقط رأسه، يحمل تساؤلات بكار ذاتها منذ انتقل للقاهرة .. طبيبا كان رغم دراسته للأداب قسم اللغة الإنجليزية ولكنه طبيب تخصص سيناريو .. مثل عمرو سمير عاطف ساحر قلما يجود به الزمان.
تعليقاتكم