خرج ليقود سيارته الأجرة في وردية منتصف الليل، لم يكن يفعلها إلا في نهاية الأسبوع أو العطلات الرسمية حتى لا تتعارض مع عمله كموظف حكومي.
وبعدما تجاوز جامع السلطان حسن بأمتار قليلة وجد رجلا عجوزا يرتدي جلبابا أبيضا تعلوه عباءة بيضاء موشاة بلون ذهبي وله لحية بيضاء كبيرة مميزة يشير له، ابتسم السائق وقال لنفسه : زبون مريش
طالبه الرجل بالذهاب للمقطم وفتح الباب الخلفي للسيارة وركب ملقيا السلام.
وبعد أقل من دقيقتين وقبل أن يصل السائق إلى صلاح سالم وميدان السيدة عائشة أشار له رجلا أخر طالبا الصعود للمقطم.
سأل السائق الراكب العجوز : تسمح ناخده يامولانا، الوقت متأخر
هز الرجل رأسه موافقا فركب الرجل الأخر على المقعد المجاور للسائق.
وبمجرد وصول السيارة لميدان السيدة عائشة قال الراكب الجديد : بقولك ايه يا أسطى بلاش المقطم رجعني القلعة
ابتسم السائق وأشار للخلف : مش حينفع يا أستاذ معايا راكب طالع المقطم
ألقى الراكب الجديد نظرة للخف ثم قال في تعجب : راكب مين يا أسطى مفيش حد ورا، أنت مصطبح ولا إيه؟
نظر السائق في المرأة ليطمئن لوجود راكبه العجوز وقبل أن يتحدث قال الشيخ العجوز الذي يركب في الخلف : مش حيقدر يشوفني يا أبني، اذكر الله، أنا عزرائيل وجاي أقبض روحك.
يقسم المارة في ميدان السيدة عائشة أنهم لم يسمعوا فرملة سيارة لها مثل هذا الصوت من قبل، وأن السائق الذي أسرع مغادرا سيارته ليهرب من عزرائيل لم يتوقف عن البكاء بعدما قاد الراكب الجديد سيارته التي سرقت بصحبة عزرائيل المزعوم بينما لم ينقطع صوت ضحكهما على “عبط” السائق
تعليقاتكم