قبل أن نتحدث عن قصة مشروب زمباكولا، تذكر معي خلال الانتفاضة الفلسطينية في بداية عام 2000 انتشرت شائعة أن الشركة المنتجة لمشروب كوكاكولا هي في الأصل إسرائيلية، وأن الدليل على ذلك هو أنك إذا وضعت زجاجة كوكاكولا أمام المرآة و قراءتها من المرآه ستجد أن كلمة “Coca cola” ستقرأ “لا مكة لا محمد” والحقيقة أن المصريين قرروا أن يعبروا عن وطنيتهم وتدعمهم للانتفاضة الفلسطينية من خلال مقاطعة كوكاكولا، وبعد ذلك جاء دور “بيبسي” وانتشرت شائعة أنها مصنوعة من دهون الخنازير وأنها غير حلال.
والحقيقة أنك ستتفاجئ عندما تعلم أن الشائعتين قالهم المصريون على زمباكولا من نصف قرن، حيث كان هناك مشروب مصري ذات جودة عالية نافس بالفعل شركات المياه الغازية العالمية في ذلك الوقت وهو مشروب زمباكولا الغازي، الذي نزل إلى الأسواق المصرية في الأربعينات، ولكن للأسف لم تصمد الزمباكولا كثيراً بعد أن انتشرت شائعة تشبه شائعة بيبسي ودهون الخنزير ولكن في الماضي كان إبداع المصريين أكثر بكثير حيث انتشرت شائعة بأن مشروب الزمباكولا مصنوع من عصارة مصارين الخنازير.
وبمجرد انتشار هذه الشائعة خسرت الزمباكولا وتراجعت مبيعاتها بقوة، وعلى الناحية الأخرى تسابقت شركات المياه الغازية من إثبات أن مكوناتها مطابقة للشريعة الإسلامية وخالية من أي مواد مستخلصة من الخنزير، فنشرت شركة كوكاكولا إعلان لها وكتبت “المشروب النقي الطاهر” في إشارة انه خالي من أي مواد محرمة شرعاً، وعلى عكس المتوقع من شركة زمباكولا في اتخاذ موقف مدافع عن المنتج، قرر القائمون عليها في الشركة المصرية “حماد حسن وأخواته” عدم استخدام أي شعار ديني للدفاع عن منتجهم في وجه الشائعات الموجهة له “شركة علمانية أوي” واكتفوا فقط بتغير شعار زمباكولا وكتابة الكلمة بطريقة تشبه شكل المسجد، وتغير شعارها أيضاً إلى ” مشروب بعيد عن الشبهات”.
ولكن كعادة المصريين بمجرد تشكيكهم في شيء لا يمكن أن يثقوا فيه ثانياً، فرغم أن الشركة أرسلت عينة لمعامل التحليل التابعة لحماية المستهلك، إلا أن المعامل أصدرت تقرير غريب بشأن المنتج، حيث أوضحوا وقتها أنهم لم يستطيعوا الوصول إلى نتيجة واضحة حول احتواء مشروب زمباكولا على مواد مستخلصة من عصارة مصارين الخنزير أم لا، وأنهم سيقومون بإرساله إلى معامل الأزهر الشريف ليقوموا هم بتحليله.
وللأسف لم يقوموا بإرسالها لأسباب غير معروفة حتى الآن، وللأسف زادت الشائعات حول مشروب زمباكولا حتى أن الشركة في المقابل زادت خسارتها وتوقف انتاجها تماماً واختفى مشروب زمباكولا من الأسواق المصرية.
تعليقاتكم