لم يحتفي الكثيرون بوجود امرأة على رأس مؤسسة صحفية، لم يهتم البعض لذكورية المجتمع، لم يهتم البعض الأخر لأن من ترأس تلك المؤسسة امرأة مثل رشا الشامي.
رشا التي بوجودها يصبح الوطن جميلا ….وتصبح بعض الأماكن فيه مقدسة ! التي بصوتها العابر لأروقة الروح… ووجهها العذب المحتل لكل مساحات الصمت… وشعرها المرفرف في صباحات القاهرة … وعينيها اللتان تشبهان بحيرتا أحلام ..وأنفها المكابر الذي يلامسه دور البرد أحياناً فيزيده احمرارا ويزيدها إصرارا …. وشغفها الذي يبدو كقطعة غزل بنات أمام طفل جائع.
وحماسها الذي يشعل الكهرباء في أرواح مرؤسيها فيتعلمون كيف خلق الله الطاقة…. إلى ابتسامتها التي أدركت بها خلاصة السعادة.
ربما يروون في الأثر أن الساحرات بل قلوب، انتزعن قلوبهن وصنعوا تلك البلورة السحرية التي يرين فيه المستقبل، ويحكون أيضاً أن الساحرات الأميرات أكثرهن قسوة، فمن يملك السلطة والسحر لابد أن يكون شريراً.
حتى ولدت رشا تلك الساحرة الأميرة الفارة من كتاب حواديت قديم أهمله طفل استدعاه الشباب، تمردت على واقعها المرسوم بذلك الوجه الأبيض المرسوم بحماقة ونزق فنان عاشق وعينان تم اختطافهما من قمر ليلة منتصف شهر عربي كأول عيون تشبه البدر، وأنف وكأنه أثر فرعوني قديم التحم بزوج من الشفاه صنعت من ثمرة فاكهة محرمة.
عندما تتحدث بحماس وكأن “فرقة حسب الله” قد عادت للحياة، وعندما تغضب للحق كما اعتادت يتحول صوتها لموجات بحر ثقيلة تجبر المخطيء على الغرف.
ومن تمرد على كتاب حكايات كان لابد أن يتمرد عن قانون الساحرات، بل وزادت عليهن في عدم التخلي عن قلبها لتصنع من قلوبهن ألة إيقاعية سحرية تعزف لها عندما تقرر الرقص.
سوف يروون عنها في الأثر مستقبلاً أن رشا اذا حلمت صار الحلم حقيقة حتى لو سرقته من أعين زمن صعب، لأنها سارقة أمينة تعود من آن لأخر لتربت على الأرواح وتبهبها الأمل.
في شهور قليلة تركت بصمتها على مؤسسة انهارت تماماً، وهبتها الروح التي تهبها نفخة الرب ، صنعت في أسابيع ما تعجز عنه بعض المؤسسات في سنين، وقفت وحدها مؤمنة بالحلم الذي كفر به الكثيرون، كان معيارها الوحيد العمل، العمل فقط، من يعمل يكبر ويتصدر ويتقدم وهو ما لم يفهمه ويعيه الكثيرون الذين توقفوا عند المعتاد في التملق والشللية، ومثل رشا لا يعرف الاعتياد.
رشا التي صنعت أكبر وأنجح شبكة مراسلين في أون تي في في 2011، وصنعت بعدها وكالة أونا الإخبارية لتحقق بعدد محدود نجاحاً يفوق المتوقع عام 2013 تخطو من جديد نحو نجاح أخر برئاستها لتحرير موقع دوت مصر، ومن اعتاد النجاح أو أحبه فليتعلم منها.
رشا التي كانت تتولى رئاسة مجلس إدارة شركة CMC التي كانت تدير موقع المولد والتي يعد العمل معها شرفا لا يوازيه شرف
لا تعرف اليأس ولا يجروء على الاقتراب منها لأنه يعرف أنها قاتلته لاريب، كلما مرت بمحنة كلما صارت أقوى تماماً كشجر الجوز يزيده التصحر والرياح صلابة واخضرارا.
تحية لتلك المرأة صاحبة الأطفال الأربعة التي لم تتخل يوماً عن أمومتها من أجل حلمها ولم يشغلها الحلم يوماً عن واجبات الأمومة، وكأنها بإصرار الأطفال الذي لم يغادر روحها قد حملت على عاتقها كسر كل القواعد الرتيبة من أجل غد أفضل.
التي حتى بعد نهاية تجربتها التي لم تنل فيها الفرصة كاملا لتصنع عالمها الخاص بقيت ملهمة عبر صفحاتها على مواقع التواصل، تارة بممارسة الرياضة متحدية كل الظروف، تحمل أثقالا وتدعو الكل ليتبعوها تماما كشجرة الجوز تطرح مهما حملت، تصنع طعاما بصحبة أطفالها كما شجرة الجوز تنمو مهما طال الزمن، تحارب العفن والاعراف البالية والأخبار الكاذبة والعادات السيئة وكأنها خلقت لتحارب .
رشا الشامي شجرة الجوز التي احتمي بها من هذا الزمان
تعليقاتكم