مشكلة النوم هي أكبر معاناة تعيشها كل أم بعد الولادة، طفل ينام معظم النهار ويستيقظ طوال الليل مع البكاء، والذي له أسباب مختلفة في هذا العمر وتكون إما الجوع أو تغيير “الحفاض” أو المغص وأخيرًا بسبب النوم!
مسألة بكاء الطفل بسبب الرغبة في النوم أمر محير وكثيرا ما تردد الأمهات “عايز تنام ماتنام”، والحقيقة أن الأمر خارج عن إرادة الطفل فهو لا يعرف كيف ينام في هذا العالم الذي لم يعتاد عليه بعد، لذلك فهو بحاجة لبعض الوسائل المساعدة ليشعر بالراحة والطمأنينة لينام وكأنه لايزال في عالمه الصغير داخل رحم الأم.
تنظيم النوم يبدأ من أول يوم بعد الولادة، وفي هذه المرحلة وحتى 3 أشهر يحتاج الطفل من 16 إلى 18 ساعة على مدار اليوم، وينام الطفل في هذه المرحلة 4 ساعات متواصل، تزيد أو تقل حسب تهيئة الأجواء والتي تحدثت عنها رولا القطامي، أخصائية الأمومة والطفولة لتساعدي طفلك على النوم متواصل لساعات أطول وهذا يفيد الطفل وبالتأكيد ينعكس على مزاجك ويخلصك من الصداع والإرهاق المزمن:
لف الطفل بطريقة صحيحة من الوسائل التي تشعره بالراحة؛ لأنه اعتاد على وضعية ضم جسده داخل الرحم، يجب أن تختار الأم قماش خفيف مربع للف الطفل ويكون محكم من عند اليدين وأكثر رخاوة من جهة القدمين.
أشارت الدراسات أن الطفل ينام ساعة أكثر عندما يكون في هذا الوضع، ولف الطفل يكون فقط وقت النوم، وهو مفيد في هذه المرحلة لتقوية جهازه العصبي.
الطفل طوال 9 أشهر اعتاد على هز رأسه أثناء حركة الأم طوال اليوم، لذلك في هذه الفترة قد يحتاج الطفل لهزه بشكل خفيف حتى ينام، يفضل حمله بشكل جانبي وهزه بطريقة خفيفة.
الطفل في بطن الأم اعتاد على مص إصبعه لتدريب نفسه على طريقة الرضاعة وهذا يشعره بالأمان، تنصح رولا القطامي باستخدام اللهاية ولكن وقت النوم فقط، فهذه هي وظيفتها التي تساعد على إفراز هرمون يساعده على الراحة والنوم بشكل متواصل، ولكن يجب استخدامها كأخر محاولة حتى لا يعتاد عليها، وبشكل عام ممنوع استخدامها من بداية 6 أشهر لأنها تؤثر على نمو الأسنان.
الأطفال بعد الولادة يكونوا معتادين على أصوات معينة كانوا يسمعونها طوال فترة الحمل مثل صوت شوشرة “ششششش” أو صوت يشبه المكنسة الكهربائية أو صوت مجفف الشعر، أو صوت دقات الساعة وهو يشبه صوت دقات قلب الأم.
الطفل لا ينام في غرفة هادئة تماما مثلما تتصور الأمهات، وهذا يفسر سبب استيقاظهم بمجرد حلول الساعات الأخيرة من الليل، لذلك تنصح أخصائية الأمومة رولا القطامي بالاستعانة بأصوات تندرج تحت نوع الضوضاء البيضاء والتي تشبه تلك التي كان يسمعها في بطن الأم وهذا يشعره بالأمان ويساعده على النوم فترة أطول.
يمكن إيجاد هذه الأصوات في تطبيقات الموبايل أو على اليوتيوب يمكن البحث باسم sleep sounds أو white noise.
نلف الطفل ونقوم بتشغيل الأصوات البيضاء ونقوم بحمله وهزه وبمجرد وضعه في السرير يستيقظ بعد دقائق قليلة، تفسر الأم هذا بأن الطفل لم يرضع جيدا وقد تقوم بحمله مجددا لتبدأ الخطوات السابقة.
لكن هذا طبيعي فدورة نوم الطفل قصيرة تبلغ 15 دقيقة، وقد يستيقظ قليلا لكن عندما يجد نفسه في سرير لم يعتاد عليه فيشعر بالخوف ويبكي، وللتغلب على ذلك تنصح القطامي بإيقاظ الطفل بمجرد وضعه في السرير، عن طريق تحريك يديه أو قدميه عندئذ سيستيقظ الطفل هو نصف نائم وسيعتاد على سريره وقد يعود للنوم بسرعه ولن يشعر بالفزع عندما يستيقظ مجددا.
يجب الحفاظ على روتين يومي لوقت النوم، عند الساعة 8 م يجب تخفيف الأضواء وتشغيل الضوضاء البيضاء، والحفاظ على هذا بشكل يومي سيعتاد الطفل أن هذا هو موعد النوم.
يفضل ربط وقت نوم الطفل بقراءة قصة أو حمام دافيء مع زيت عطري مثل اللافندر.
يفضل تعريض الطفل وقت النهار لضوء الشمس فهذا يحفز هرمون النوم عند الطفل، ويساعده على النوم عندما يحل الليل.
تعليقاتكم