يعتبر رمز الـ @ هو أحد أهم الرموز في الحياة العملية، خاصة لأن كل “إيميلاتك” المرسلة والمستقبلة، سواء كان إيميل خصم من “الإتش آر”، أو إيميل قبولك في احدى الوظائف، لكن هل أثارك الفضول وتساءلت يوماً عن أصل هذا الرمز، والقصة وراء تطوره ليصبح من أكثر الرموز التي نستخدمها بشكل يومي؟
لا يوجد لهذا الرمز اسماً معيناً في اللغة العربية، ولكن بالنسبة للإنجليزية فهي كلمة “at” التي تعني حرف الجر “في”، وهي التسمية الأكثر شهرة، ولكن بالنسبة لبعض اللغات، فكان معنى الكلمة فكاهياً، خاصة لاعتماده على الحيوانات، فمثلاً؛ بالنسبة للإيطاليين فهي “chiocciola” بمعنى “الحلزون”، بينما في هولندا يطلق عليها “apenstaartje“بمعنى “ذيل القرد”، وفي الدنمارك فهي كلمة “snabel-a” التي تعني “خرطوم الفيل”.
وتم اختراع كلمة جديدة لتعبر عن الرمز” @ ” في أكثر من لغة، ليصبح واحداً من الأسماء الرسمية للرمز، وهي كلمة “”asperand.
اختلفت النظريات حول حكاية نشأة هذا الرمز، ولكن يرجع أقدم استخدام للرمز توصلنا له، إلى عام 1345، في الترجمة البلغارية لمؤرخات “قسطنطين مانسيس” المؤرخ اليوناني، حيث استخدم الرمز @ بدلاً من حرف الـ a في كلمة Amen “آمين”.
أما عن واحدة من أهم النظريات التي تدور حول نشأة وانتشار الرمز، هي التي تقول أن بداية استخدام الرمز كان بمعنى “واحدة لكل..” أو نفس معنى كلمة “بمعدل”.
إذا افترضنا مثلاً أن ثمن كيلو التفاح 10 جنيه، وقمت بشراء 2 كيلو ليصبح الحساب 20 جنيه، يمكننا حينها -طبقاً لاستخدام الرمز- أن نقول ” 2 كيلو تفاح @ 10 جنيه”، أي أنك ستشتري 2 كيلو تفاح بثمن 10 جنيه مقابل الكيلو الواحد.
بدأ الانتشار الحقيقي بعد عام 1889، حينما أضيف الرمز للآلات الكاتبة، كأحد الرموز الأساسية، وفي عام 1963، أصبحت الـ @ أضيفت لقائمة الرموز المتعارف عليها عالمياً.
وفي عام 1971، قرر أحد المهندسين العاملين على النموذج المبدئي للانترنت، المهندس “راي تولمنسون”، محاولة إرسال رسالة من جهاز كمبيوتر، إلى جهاز آخر، ليصبح بذلك أول “إيميل”.. ولينفذ ذلك، كان يحتاج رمزاً ليفصل بين الشخص الذي سيستلم الرسالة، وبين الجهاز المستقبل لها.. ليصبح بعدها هذا الرمز هو الأب الروحي لإرسال “الإيميلات”.
بالرغم من استخدام الرمز في الايميل، إلا أنه يتم إستخدامه أيضاً بشكل واسع في أكواد البرمجة، ولكن من أغرب الاستخدامات بالنسبة لي، هو استخدام الرمز “@” في اللغة الأسبانية والبرتغالية، حيث يضاف الرمز بدلاً من الحروف التي تدل على الصفة المذكرة أو المؤنثة، ليمنع ما يسمى “بالتمييز الجنسي” في قواعد اللغة نفسها.
تعليقاتكم