إوعاك يا ظالم تكون فاكرني بتكلم عن الشاعر والسيناريست أيمن بهجت قمر لا أنا كلامي واضح أنا أتحدث عن ” بهجت قمر ” الأب الضاحك الضاحك، نعم عزيزي هي كما قرأتها بالضبط الضاحك الضاحك بهجت قمر لا يبكي في أفلامه أبداً فهو العدو الأول للنكد فهو الذي سيفاجئك بالإيفيه المعتبر في أي لحظة من لحظات الفيلم أو العمل المسرحي حتي لو كانت ذروة الأحداث.
لا تصدقني، بهجت قمر كان لديه قدرة غريبة علي إلقاء الإيفيه في تلك الأوقات بالذات ف ذروة الأحداث هي ملعب إيفيهات بهجت قمر فمثلاً في مسرحية ريا وسكينة في خضم الأحداث ومحاولة هروب سكينة من عبد العال حينما إعتقدوا أنه كشف مستورهم وعلم أنهم العصابة الذي يبحث عنها أرادت أن تهرب سكينة منه في أسرع وقت فقالت له “أنا عاوزة أبعت فلوس لمرات أبويا في الاستوباليا هيعملولها عملية يجيبو وشها قدام وقفاها ورا” وفي مسرحية شارع محمد علي حينما كان يتفق عادل هاشم مع وحيد سيف وهشام سليم ظنًا منه أنهم العصابة التي ستأتي لتخطف شيريهان وتقتلها ويحدث بينهم سوء تفاهم ويعطي عادل هاشم المسدس لوحيد سيف في مشهد موتر جداً ليرد عليه وحيد سيف ” دا هرفع بيه حواجبي؟؟” وفي نفس المسرحية حينما ينكشف الأمر ويأتي البوليس ليقبض علي فريد شوقي بتهمة سرقة في مشهد لا يمكن لسيناريست أن يتحدث فيه حديث الهزل ليفاجئهم وحيد سيف بجملة ” إداني الشنطة دي فيها 2500 جنية في حين أن عادل هاشم أعطاهم خمسين ألف جنيهاً وفي فيلم 30 يوم في السجن في المنعطف الأخير في الفيلم حيث تجميع خيوط الدراما وإنهاء الأحداث وأنت متأهب بمعرفة باقي أحداث القصة التي بدأت وإنتهت في جو من الضحك والبهجة ليطلق محمد رضا الإيفيه التاريخي ” جهزي الكوارع يا نعنوعة حصة الغدا وجبت “.
بهجت قمر هو إيفيه الغفلة الذي سيأتيك من حيث لا تدري ولا تحتسب فلا يمهد أبداً لإلقاء الإيفيه ف بهجت قمر (يباغتك بالإيفيه) بهجت قمر لا يريدك أن تلتقط أنفاسك يريدك أن تضحك طيلة الوقت الذي تشاهد فيه العمل سينمائياً كان أو مسرحياً.
هو بهجت محمد إبراهيم قمر المولود في 27 يوليو 1937 والد الشاعر والسيناريست الشهير أيمن بهجت قمر الذي كثيراً ما تحدث عنه في البرامج قائلا “بيتنا كان بيتجمع فيه الناس كلها من ممثلين لمخرجين لمنتجين” كتب بهجت أكثر من 15 عمل مسرحي معروف ومنهم أفضل المسرحيات التي قدمت في مصر علي مستوي النجاح الجماهيري (العيال كبرت –علشان خاطر عيونك- حواء الساعة 12 – أنا فين وأنت فين – سيدتي الجميلة – ريا وسكينة – شارع محمد علي) وقدم أكثر من 45 فيلم ومنهم أفلام كثيرة نجحت نجاحاً مدوي علي المستوي الجماهيري مثل (الراقصة والطبال – 30 يوم في السجن – اقتلني من فضلك – أخطر رجل في العالم – سفاح النساء – أنت اللي قتلت بابايا وغيرها).
أحب الشعب المصري بهجت قمر لأنهم أحسوه يجلس بجانبهم علي الأريكة ويتحدث إليهم ويشاركهم الضحك بل ويصنع لهم الضحك وضحك معهم وتحدث في أمور آلمتهم وأضحكتهم علي هذا الألم فأحسوا برائحة البيوت المصرية في أفلامه وفي مسرحياته بهجت قمر هو الكوميديان الذي طالما حلمت به ممثلا عن الكوميديا في مصر تلك البلد التي ضحكت متألمة علي مدار عصور طويلة ويرحل بهجت قمر تاركاً لنا إرث من الضحك الذي لا تنتهي صلاحيته أبداً يوم 3 يناير عام 1989 .. ألف رحمة ونور يا عم بهجت.
تعليقاتكم