“ولاد أبو إسماعيل !!، اللي ما عمرنا سمعنا عن ولاد أبو إسماعيل في طبق اليوم”.. هكذا قامت فكرة فيلم “بوحة الصباح” على صراعه مع ولاد أبو إسماعيل، وبالفعل كما قال البعض ولاد أبو إسماعيل ليس لهم وجود في طبق اليوم، لكن لهم تاريخ في المجتمع المصري.
في سوهاج جهة الشمال الغربي لشندويل، وبالتحديد غرب مركز المراغة تقع قرية أولاد أبو إسماعيل، والتي تُنْسَب إلى أولاد شيخ العرب إسماعيل سيف الإسلام بن بكار بن همام بن سيبك الهواري المغربي، والذين استوطنوا في أواخر العصر الفاطمي بصعيد مصر حيث القرية الموجودة على اسمهم، وأحدث أولاد أبو إسماعيل طفرة حقيقية في المراغة بسوهاج حيث أنشأوا بها مساجد عامرة وزرعوا فيها الحدائق والزروع وبمرور الزمن اكتسبت هذه القرية اسمها من اسمهم.
حاليًا فإن قرية أولاد إسماعيل فيها عائلتين مشهورتين أوردهما علي باشا مبارك في خططه حيث قال “في جهتها البحرية ـ يقصد القرية ـ يسكن عائلة أولاد مكي أبنية مشيدة، وعائلة أولاد همام في جهتها الجنوبية الشرقية لهم أبنية فاخرة ومناطر بالزجاج والبياض، ولهم كرم زائد ومهارة في رماحة الخيل ويقتنون جيادها، وكان منهم ناظر قسم في زمن العزيز محمد علي باشا، ثم حاكم خط في زمن الخديوي إسماعيل باشا، وأرضها تروى من ترعة يقال لها ترعة أم عليلة عند سوهاج”.
يذكر الدكتور صلاح أحمد هريدي بكتابه “الصعيد في العصر العثماني”، ترجمة لأبرز علماء قرية أولاد أبو إسماعيل، وهو الشيخ أحمد أبو السعود الإسماعيلي المالكي، أحد المدرسين في الجامع الأزهر.
يقول عن حياته “كان حسن التعليم مرغوباً للطلبة، مع أنه كان شديداً عليهم يلزمهم التأدب والالتفات وربما ضربهم على ذلك، وكان متقشفاً يلبس ثياب الصوف ويرتدي عباءات القطن الإخميمي على هيئة ملابس أهل الصعيد ويتكلم أيضاً بكلامهم، ولا يخالط أهل الدنيا ولا أهل البطالات، وإذا أراد قراءة كتاب للطلبة فلابد أن يطالعه في أشهر البطالة زيادة على المطالعة المعتادة للمشايخ، ولحرصه على المطالعة كان لا يرى النيل إلا نادراً بل كان مسكنه الأزهر لا يهنأ له البيات بغيره”.
ويضيف عنه “له خزانة صغيرة من خزن الأزهر التي بالمقصورة، كان يضع فيها متاعة فكانت هي بيته وليس له متاع إلا ثيابه وبعض دراهم وقليل من القرافيش في بعض الأحيان، وهو من عائلة أشراف من قرية كوم أشقاو بقسم طهطا من مديرية جرجا، وقد توفي سنة 1280 م”.
تعليقاتكم