يمكن اعتبار هذا الموسم من الدراما الرمضانية هو موسم انهيار التوقعات فوق رؤوس أصحابها، ربما كان التوقع الأكبر منصب تجاه يحيى الفخراني الذي يعود بعد غياب إلى الدراما، بشكل مختلف عن دراما الموسم ككل فلا يوجد أكشن أو غموض أو جريمة يمكن اعتبارها دراما اجتماعية بسيطة وسهلة وخفيفة، ولكن من الذي قال إن لكونها دراما خفيفة يجب أن تكتب بخفه؟
محمد رجاء مؤلف المسلسل وربما المسئول الأول عن حاله من الترهل أصابت المسلسل ربما من المشاهد الأولى، فأسوأ بداية كانت بداية الحلقة الأولى لمسلسل بالحجم العائلي بداية استغرقت الكثير من الوقت لإيصال معلومة بسيطة كان من الممكن أن تصل على الأقل بنصف الوقت الذي استهلكته على الشاشة، ولكنه استهلك فيها ما يقرب من منتصف الحلقة الأولى قبل أن يعيد التوازن للحلقة في نصفها الثاني وهذا الأمر الذي جعل هناك أمل في المسلسل.
ولكن حلقة وراء أخرى اشاهد محاولات للمط والتطويل منذ البداية، الأمر الذي يجعلني أتساءل ماذا سيفعل رجاء فيما يمكن أن نطلق عليه حلقات “الحشو” تلك الحلقات التي تأتي بعد الحلقة الخامسة عشر وتستمر ربما للحلقة 25، حتى تبدأ مرحلة الحل، الإجابة كانت بسيطة للغاية المزيد من المط والتطويل.
الفكرة جيدة ولكنها بصراحة لا تصلح كعمل درامي ممتد على 30 حلقة بل إنها تشبه الأفكار التي تصلح للسباعيات قديما كان ممكن أن يقدم المسلسل في 7 حلقات وهناك العديد من التجارب المصرية في هذا الأمر، أو تصلح كسهرة تلفزيونية هذا في حالة أن رجاء وصناع بالحجم العائلي تمسكوا بتنفيذها كعمل تلفزيوني ولكنها في الحقيقة فكرة ملائمة لفيلم سينمائي جيد ولكن بالتأكيد لا تصلح إطلاقا لثلاثين حلقة بمده 15 ساعة تقريبا.
والغريب أن حالة المط تلك لم تقتصر فقط على السيناريو ولكنها امتدت لتطال كل شيء في العمل، كل شيء في العمل يسير ببطء وملل شديد التمهيد للأحداث والأحداث وردود الأفعال حتى الممثلين، وكأن الأمر أشبه باستدعاء لاعبي كرة قدم من فترة راحة طويلة ووضعهم في مواجهة مهمة أمام منتخب ألمانيا على سبيل المثال ومن المنتظر منهم أن يقدموا أداء مقنع بغض النظر عن النتيجة.
بلغة الكرة يقال أحيانا ” اللعيب رجليه مش شيلاه” والأزمة هنا أن كل لاعبي مسلسل بالحجم العائلي يعانون من نفس الأزمة ” رجليهم مش شايلاهم” وعلى رأسهم يحيى الفخراني الذي يقف حتى هذه اللحظة بسبب تاريخه الكبير المضيء وقبوله لدى المشاهد الذي لا حدود له، ولكنها ربما من المرات القليلة للغاية التي لا أجد يحيى الفخراني يمثل، بل أجده بلغة المسرح ” بيفسر الكلام” ويعطيه أداء خفيف، ودمتم.
ولكن حال يحيى الفخراني وفريق المنتجع أرحم بكثير من حال فريق ميرفت أمين وأولادها داخل العمل، الذين يمكن اعتبارهم ببساطة لم يحضروا من الأساس وعلى رأسهم عمرو حسن يوسف الذي يظل علامة استفهام كبيرة داخل العمل ولا يمتلك إجابتها إلا هالة خليل وحدها.
لم تفلح تلك الخلطة وللأسف حتى المغامرة الدرامية الوحيدة داخل هذا الموسم المليء بالأكشن جاءت مخيبة للآمال، وفقط دعنا نجرب ببساطة ألا تشاهد حلقة أو حلقتين من المسلسل أو تشاهد الحلقة التي تلتهم كأن تشاهد الحلقة التاسعة مثلا ثم تشاهد الحادية عشر وصدقا كما فعلت لم أجد أنه قد فاتني شيء، وللأسف النصيب الأكبر من هذا بسبب محمد رجاء الموهوب جدا وصاحب الأعمال الدرامية الجيدة جدا ولكن ليس هذا العام للأسف.
تعليقاتكم