فيه مجموعة من النقط المهمة لازم نوضحها في البداية، وهي أن خلال السلسلة دي هاعتمد على مصادر إسلامية، على رأسها القرآن ثم تفاسيره المتنوعة وكتب الحديث والسيرة، مع محاولة التفكير في ضوء الفترات الزمنية والأحداث التاريخية… والتفكير المنطقي.
فيه كمان قواعد “إسلامية” مش هتجاوزها وأنا شغال ع السلسلة دي:
وفيه حقايق تاريخية ضروري أي حد هيتابع الرحلة معانا يكون عارفها عشان هتنفعه.. وهتمنع عنه الخضة أو اللبس، زي مثلًا أن “البخاري” و”مسلم” دول مش من الصحابة، وماحدش فيهم قابل النبي.. ولا حتى قابل حد شاف النبي من بعيد، والكلام ده مش يخص الأتنين دول بس.. إنما يخص كل اللي جمعوا الحديث، يعني أي كتاب تقرا عليه عنوان (صحيح فلان) تكون واثق كده أن فلان ده أتولد -على الأقل- بعد أكتر من قرن من تاريخ ما النبي قابل وجه رب كريم.
ببساطة نشوف تاريخ وفاة النبي أمتى بالتاريخ الميلادي.. هنلاقيه سنة 632م، ونشوف أشهر من جمعوا الحديث أتولدوا أمتى: (إسحاق 778م – أحمد 780م – البخاري 810م – أبي داود 817م – مسلم 821م – الترمذي 824م – ابن ماجة 824م – النسائي 829م).
ده يخلينا مش بس نشوف أن الباحثين دول كانوا بعيد قوي عن وقت وجود النبي، إنما كمان يخلينا نلاحظ أن أغلبهم من نفس الدفعة. وممكن مستقبلًا حد يرصد بالتفصيل، من تاريخ الدولة الإسلامية، إيه الأحداث والأجواء المسيطرة على نهايات القرن التامن وبدايات القرن التاسع ومدى تأثيرها على ظهور حركة جمع الحديث والسُنة وأزدهارها في الفترة دي.
ده كان عن الحديث أما بالنسبة للمذاهب الأربعة: (مالكي، شافعي، أبو حنيفة، أبو حنبل) تعالوا نشوف تواريخ ميلاد الفقهاء الأربعة الكبار دول:
(لا تسألْني إن كانَ القُرآنْ.
مخلوقًا.. أو أزَليّ.
بل سَلْني إن كان السُّلطانْ.
لِصًّا.. أو نصفَ نبيّ).
التعريف السريع ده يوضح لنا أن الأمة الأربعة همه كمان ماحدش فيهم شاف النبي ولا حتى قابل حد من الصحابة، وإن أقدم واحد فيهم أتولد بعد أكتر من قرن من وفاة النبي، مش بس كده.. فيه نقطة كمان مهمة بالنسبة لموضوع المذاهب، وهي أننا نبقى عارفين أن المذاهب أكتر من 4 بكتير، ولكن تم حصرهم في 4 فقط وقت حكم المماليك، وتقدروا تراجعوا القصة دي باستفاضة في كتاب مهم جدًا اسمه “العالقون في العصور الوسطى” للباحث د. علي بريشة، اللي يخصنا هنا هو أن المذاهب دي آراء بشر اجتهدوا وفكروا وقالوا رأيهم بناء على فهمهم للدين، بالتالي فهمهم ده شارح للدين مش جزء منه.
كمان مهم التأكيد على نقطة مهمة جدًا وهي أولوية الآية عن الحديث في التصديق، وكمان على أهمية قراية تاريخ الفترة اللي ظهر فيها النص “أي نص”، عشان نقدر نكون صورة واضحة، قدر الإمكان، عن ملابسات وجود النص وبالتالي ما يترتب عليه من أحكام.
نقطة أخيرة مهمة وهي نقطة القدسية، المقدس هو النص القرآني، أما تفسير الإمام فلان أو الإمام علان أو رأي الصحابي كذا فمالهوش أي قدسية، لأن منطقي أن المؤمنيين يقدسوا كلام الإله “القرآن”، لكن من العبث تقديس كل كلمة قالها كل شخص قرأ القرآن واجتهد في فهمه وشرحه.
تعليقاتكم