“تطيب الحياة لمن لا يبالى فيا ليت بالى لا يبالى ” أنشدها المتنبى منذ قرون وجسَّدها بإتقان أحمد حلمى بفيلم الناظر ،ليخرج لنا أيقونة اللامبالاة ” عاطف” .
عاطف الشاب الذى يكتفى بصديق واحد فقط ولا يبحث عن أصدقاء جدد ،يحيا مع والده المجنون ولا يعترض بل يتأقلم تماما. تجده فى مواجهة أى مشكلة دائما يملك سلاحاً واحداً الإبتسامة ، فهو لا يكلف نفسه عناء البحث عن شريك حياة أو يشغل باله بوحدته حتى يلتقى ” مس أنشراح ” ،لا يهتم بمظهرها او حتى الكشرى الذى تناولته لتوها قبل أن تقابله بل ستجده مُرحِّبا بأى شيء متقبلاً لأي حدث بسعادة غير مفهومة ، ستجده يعبر الطريق حاملاً أعواد القصب غير آبهٍ بأى إشارات أو إنذارات ،هو يسير فى طريقه فقط .
تذكرت عاطف حين مرت أمامى قصة تحكى عن معالج نفسي قسم متدربيه إلى مجموعتين الأولى وأمامها طبق من قطع الحلوى والثانية كان من نصيبها طبق من اللفت وأمرهم أن يتناولوا من الموجود أمامهم فقط ، انتهى الإختبار وبدأ اختبار آخر.
كتب لهم لغزا لا حل له وطلب من كلا المجموعتين حله فجاءت النتائج بصمود المجموعة الأولى ” مجموعة الحلوى ” لنصف ساعة قبل الاستسلام ،أما المجموعة الثانية مجموعة ” اللفت ” فقد استسلمت بعد خمس دقائق فقط ، ويفسر الأمر أن المجموعة التى حصلت على اللفت قد استهلكت طاقتها وشحنت بطاقة سلبية ويوم بدايته سيئة وبدون مكافاة ،فما كان منها إلا سرعة الاستسلام .
نعود لعاطف ليكون السؤال هل كان يأكل الحلوى ام اللفت ؟ فى الحقيقة عاطف صائم ، فعاطف لا يأكل شي عاطلا ولا يبحث عن عمل ، وحيد ولا يبحث عن كناريه، بلا أصدقاء سوى صديق واحد ولا يشكو إنطوائيته ، عاطف لا يمتلك حلماً ليدفع ضريبته ، هو يتأقلم على أى وضع مرونة عاطف نابعة من عدم وجود عمود فقرى بحلمه .
الحياة ليست عادلة بالطبع ولا تعلم اى طبق ستقدمه لك اليوم ولكن ما عليك سوى أن تفتش عن عاطف بداخلك إذا قدمت لك وجبة اللفت
تعليقاتكم