بنهاية السبعينات كان الصراع بين الأغنية الكلاسيكية والأغنية الشعبية قد حسم، أخيرا احتلت الأغنية الشعبية المركز الأول لتحل الأغنية الكلاسيكية في المركز الثاني بعدها، أصحب نجوم الطرب والغناء في مصر هم أصحاب الحنجرة الشعبية، أصبح احمد عدوية هو هرم الغناء الجديد بعدما رحل العندليب ورحلت الست، ليأتي من بعيد صوت شعبي أخر يحاول أن يزاحم عدوية، هكذا جاء كتكوت الأمير.
” خد يا حنفي شوف أنا ها اعمل أيه واعمل زيه” ليبدأ موسيقار الأجيال بعزف صولو إيقاع على الطبلة بينما يقف حنفي محمد رزق أو كتكوت الأمير مبهورا ومن خلفه كل أفراد الفرقة الماسية وأم كلثوم، كتكوت الأمير أو حنفي محمد رزق عازف الإيقاع المتميز والذي نجح في الانضمام إلى الفرقة الماسية، تلك الفرقة التي كانت تصاحب العندليب، قبل أن ينتقل عدد من أفرادها للعمل الحر فأصبحوا ينضمون إلى فرقة أم كلثوم وغيرها من الفرق إذا دعت الحاجة لذلك.
أبن روض الفرج الذي عشق الموسيقى برع في العزف على الطبلة، بل كان أحد اهم عازفي الإيقاع في مصر، قبل أن يرحل العندليب ويرحل كتكوت هو الأخر خارج مصر ليمارس هوايته في الغناء، أول جمهور له كان الجاليات العربية في أوروبا وأمريكا قبل أن يعود إلى مصر مرة أخرى ليتحول من عازف إلى مطرب شعبي، ولكن على الساحة كان عدوية يجلس على العرش غير عابئ بكل محاولات منافسته فمن يجرؤ على منافسة الملك.
كتكوت جرأ على ذلك، جرؤ للدرجة التي حولته من مطرب شعبي في الكباريهات وصالات الرقص، إلى مصرب يشارك في الأفلام السينمائية، في البداية كانت السينما مجرد وسيلة لزيادة الشهرة، فبدأ في أفلام مثل “انتبهوا أيها السادة” و”سلطانة الطرب” و”حساب السنين” و”الجنة تحت أقدامها” و”القطط السمان”.
ولكن تلك الأفلام لم تحقق له الشهرة التي كان يتمنها، صحيح أنها عرفت أخرون به، ولكن شهرته وانطلاقه الحقيقي جاء من فيلم “الدرب الأحمر” عام 1981، حينما قدم أغنيته الأشهر، يا غزال الدرب الأحمر، حينها فقط كان كتكوت بالفعل ينافس عدوية على كرسي العرش، أصبح لديه جمهور أصبح لديه أغنية حققت نجاحا كبيرا وأصبحت تتردد على ألسنة الناس.
ولكن من قال إن عدوية كان قد استسلم، كتكوت لم يكن في جعبته “حسن أبو عتمان أو محمد عصفور، أو غيرهم هؤلاء الذين صنعوا مملكة عدوية ووضعوه عليها ملكا لا يسقطه أحد، حتى مع نجاح أغنية كتكوت الأمير فمحاولة الاقتراب من عرش عدوية لم تدوم طويلا، الحقيقة أن بقاء كتكوت نفسه على الساحة لم يدوم طويلا، أقتصر ظهوره في السينما على أفلام قليلة، وكثف نشاطه كمطرب شعبي في الكباريهات.
حب كتكوت نفسه في عالم مظلم بألوان ساخنة يغني ومعه راقصة، فأصبح المستمع، لا ينصت بقدر ما يشاهد، لذلك كان منطقي أن تنحصر الأضواء عن أبن الدرب الأحمر حتى حينما كون ثنائي فني مع الراقصة عزة الشريف حينما تزوجها لم تنجح تلك المحاولات في إخراجه، من هذا العالم المظلم، ليكون أخر ظهور له في عالم السينما عام 1992 بفيلم الشقي.
اختفى كتكوت الأمير، اختفى كملح ذاب في كوب ماء فلا أثر له، ابتعد عن الساحة في ظل صعود أصوات شعبية استطاعت احتلال مساحة عدوية فرمضان البرنس وعبد الباسط حمودة وشفيقة أصبحوا الأصوات المسيطرة على ساحة الغناء الشعبي، في الوقت الذي استطاعت الأغنية الشعبية فرض نفسها على الساحة بقوة للتراجع الأغنية الشعبية، وليرحل كتكوت وريث عدوية عن الساحة، قبل أن يرحل عن الحياة في 24 أكتوبر عام 2012.
تعليقاتكم