الأستاذ داوود عبد السيد يفاجيء الجميع بـ3 تحليلات جديدة لأفلامه الشهيرة على العكس من كل قراءات النقاد والجمهور، كان الاعتراف الأول – اسمحوا لي أن استخدم لفظ اعتراف – إنه سخر من فكرة الأعمى صاحب البصيرة التي يرددها الناس على الشيخ حسني بطل فيلمه “الكيت كات”، وقال إنه عندما كتب السيناريو كان يقصد أن يكون كل أبطاله مصابين بعجز ما، لتدور قصة الفيلم حول اعترافهم بعجزهم ورفضهم له وعدم التصالح معه، وشبه هذه الفكرة بتشبيه عظيم، هو أننا كشعب متخلف يصر مثل الشيخ حسني ألا نعترف أبدا بذلك ونصر على أننا أصحاب 7000 سنة حضارة.
كان الاعتراف الثاني عن رائعته “أرض الخوف” والذي قال عنه أن الضابط الذي تحول تاجر مخدرات، هو تعبير عن جيل كامل تم إعداده لشيء ما – يقصد جيل المرحلة الاشتراكية وبناء دولة كبيرة – ووصل إلى شيء مخالف ومعاكس تماما – وهو ما تم في عهدي السادات ومبارك – وهذا في حد ذاته رؤية لم تخطر في بال أحد.
وأخيرا قال في اعترافه الثالث إن المواطن في فيلم “مواطن ومخبر وحرامي” لم يكن ممثلا للطبقة الوسطى قدر ما هو ممثل للنخبة التي انبطحت وتحالفت مع السلطة وفسدت.
بدت تلك الاعترافات صارخة للغاية وتكشف كيف يختلف الابداع بين الصانع والمتلقي، لم يتمكن أحدنا من قراءة تلك الأفلام كما صنعها داوود عبد السيد لكننا استنتجنا رؤيتنا الخاصة وهذا ما يسمح به الإبداع الحقيقي.
ذلك الإبداع الذي يحتوي مستويات عديدة من التلقي حسب ثقافة المشاهد.
تعليقاتكم