العالم بيتغير، دي كانت القناعة اللي عند الناس في الوقت ده، سور برلين إنهار الاتحاد السوفيتي بيتفكك، يوغوسلافيا في الطريق للتفكك هي كمان وحرب أهليه، الشيوعية بتلم هدومها علشان تستقر في كوبا أخر معاقلها في العالم تقريبا، كل الفرص بتقول إن العالم بيتغير بس محدش توقع إن المستفيد من التغيير ده ها يكون منتخب الدنمارك لكرة القدم.
التغيير ده قد ما كان مذهل ومدهش وغريب في السياسة، قد ما كان مرعب في كرة القدم، الاتحاد السوفيتي أحد أسياد اللعبة في أوروبا ويوغوسلافيا الفريق القوي العنيد بيخرجوا بره حسابات الكورة أصلا، لكن الأهم والأكثر رعبا إن ألمانيا مبقتش شرقيه وغربية بقت اتحادية، يعني منتخب ألماني الشرقي ومنتخب ألمانيا الغربي بقوا منتخب واحد، قوة كروية عظمي، خصوصا إن ألمانيا الغربية لسه من سنتين بس واخده كأس العالم 1990.
السياسة بتأثر على الكورة، لما قامت الحرب في يوغوسلافيا اتفرض عليها عقوبات دولية شديدة، وصلت لحرمنها من التأهل لأمم أوروبا 92 اللي كانت بتتلعب في السويد لأول مرة في تاريخ السويد، عموما هو دايما السويد لما بتنظم بطولة بيبقى فيها مفاجأت وها نتكلم في الحلقة الجاية عن كاس العالم السويد 58.
نرجع لموضوعنا لما أتلغى تأهل يوغوسلافيا ليورو 92 واتجمد نشاط الاتحاد اليوغوسلافي، اللي كان أول مجموعته، راحت بطاقة التأهل لمنتخب الدنمارك اللي كان حرفيا لم شنطه وطلع مصيف واللعيبة والجهاز الفني والإداري قاعدين على البحر بياخدوا تان لما جالهم واحد يقولهم قوم يا ابني منك له ها تلعبوا في أمم أوروبا في السويد.
القرعة تحط المنتخب الدنماركي في المجموعة الأولى ومعاه السويد اللي بتشارك لأول مره في أمم أوروبا بصفتها البلد المضيف، ومعاهم إنجلترا وفرنسا، على الورق كده تقول إن اللي ها يتأهل لدور الأربعة هما فرنسا وإنجلترا، منتخب أصلا ما صعدش وأول مره يلعب وهو السويد ومنتخب كان بياخد تان وجابوه على ملا وشه تعالي يا ابني ها تلعب في اليورو.
المجموعة التانية كانت كاس عالم محندق كده لان كان فيها ألمانيا اللي لأول مره بتلعب بالمنتخب الموحد، وهولندا بطله يورو 88، واسكتلندا اللي كانت من أرخم فرق أوروبا، وكان معاهم حاجه اسمها C.I.S، دي حضرتك تبقى رابطة الدول المستقله عن الاتحاد السوفيتي عملوا منتخب وكملوا لعب في البطولة.
من المجموعة الأولى تصعد السويد أول وتصعد الدنمارك تاني بعد ما اتعادلت مع إنجلترا 0-0، واتغلبت من السويد 0-1 وفازت على فرنسا 2-1، علشان تصعد للدور التاني وهو دور الأربعه وتقابل مين بقى تقابل هولندا.
ماتش هولندا والدنمارك ماتش الاساطير الكروية فعلا الدنمارك بتتقدم في الدقيقة 5 بجون حلو من اسطورة الدنمارك اللاعب رقم 13 هنريك لارسن – وده غير هنريك لارسن بتاع السويد اللي سطع نجمه في نهايه التسعينات أوائل الألفينات- علشان يتعادل الأسطورة الهولندية دينيس بيركامب في الدقيقة 23 بشوطه لا تصد ولا ترد ولا يتعمل معاها حاجه أصلا.
بعدها بعشر دقايق تقريبا تحديدا في الدقيقة 33 بيجيب هنريك لارسن الجون التاني ليه وللدنمارك بشوطه من نفس نوع شوطه بيركامب لا تصد ولا ترد ولا يتعمل معاها حاجه، وفي الدقيقة 85 من الماتش بيظهر الأسطورة الهولندية فرانك ريكارد وبيجيب جون التعادل علشان يخلص الماتش تعادل ويلعبوا ضربات جزاء.
كان في عملاق علامي واسطوره عالمية بتتولد في البطولة دي في مجال حراسة المرمي وهو العظيم جدا بيتر شمايكل اللي بيصد ضربه الجزاء التانيه من مين الأسطوري التاريخي الهولندي ماركو فان باستن علشان تصعد الدنمارك للنهائي بضربات الترجيح 5-4، في مفاجأة هي الأعظم في البطولة للحظة دي.
ولان المنطق مينفعش يتهزم مرتين في بطولة واحدة، ألمانيا بتفوز على السويد 3-2 وتصعد للنهائي هي كمان، الدنمارك اه كسبت هولندا بطل أوروبا في البطولة اللي فاتت، لكن دلوقتي ها تلاعب ألمانيا الموحدة، يا مرك يا نعمة.
هو انا مش قولتلك المنطق ما بيتهزمش مرتين في بطولة واحدة، معلش أنا اسف حقك عليا، المنطق طلع عادي ممكن يتبهدل مرتين في بطولة واحده، زي ما ألمانيا اتبهدلت في النهائي من منتخب كان بياخد تان قبل البطولة، ألمانيا بتخس النهائي من الدنمارك 2-0، علشان تعمل الدنمارك معجزة كروية مدهشة وتفوز لأول وأخر مره ببطوله أمم أوروبا وتقدم للعالم اساطير كره قدم على راسهم هنريك لارسن اللي كان ملعلع في الدوري الألماني، لكن الأهم هو افضل حارس مرمى في العالم لسنوات طويلة جدا بيتر شمايكل.
تعليقاتكم