ما شعورك نحو عمرك؟ وكيف يكون احساسك بعد عشرة او عشرين او ثلاثين عامًا؟ لقد دعت مجلة “ستراند” سبعة من ذوي الشخصيات البارزة في اعمار مختلفة لكي بدلوا ما نفوسهم من أفكار وخواطر تتصل بأعمارهم وكانت كالآتي:
“جون ريفز” رئيس تحرير مجلة ايزيس تحدث عن سن الثالثة والعشرين
الانسان الى أن يبلغ الحادية والعشرين من العمر، يتمنى لو كان متقدمًا في السن، ففي الخامسة أو السادسة عندما يكون تلميذًا بالروضة يتمنى أن يكون في سن أبية حتى يحصل على امتيازاته، أو في السن التي تؤهله للزواج من مدرسته، وفي الحادية عشرة يتمنى أن يكون في السن التي يسمح له فيها باستعمال الدراجة وفي السابعة عشرة يتمنى لو كان في الخامسة والعشرين حتى يسمح له بالزواج من “بنت الجيران” التي ملك حبها كل تفكيره، وعند العشرين يتعجل الوقت ويتمنى لو بلغ السن التي يتحرر فيها من رقابة والديه فيصبح حرًا يفعل ما يريد وينفق كما يشاء من كسبه الخاص.
ولكن عندما يبلغ المرء الثالثة والعشرين _ ويكون في الغالب قد ظفر بالدراجة وأدرك غباءه للتفكير في الزواج من معلمة المدرسة أو بنت الجيران، ويكون قد فقد نصف ايمانه بالنساء، عندئذ يرى أن بقاءه على قيد الحياة دون أن يتقدم في الشيخوخة هو خير ما يتمناه.
الكاتب “فيليب براوننج” تحدث عن سن السادسة والثلاثين،
في نظري انني مازلت الشاب “براوننج” ابن الثامنة عشرة الملىء بالحماسة والحيوية والأمل والرجاء، وهذا رغم أن زياراتي للحلاق والترزي التي كانت متعة في الماضي، اصبحت الآن عبئًا ثقيًلا، فالحلاق يحرص على تخبئة الأماكن التي خف فيها الشعر والترزي لا نيتهي من تجربة البدلة حتى يدلل لي على مهارته في إخفاء “الكرش” والنواحي الأخرى التي ترهلت في جسدي، ورغم انني اذا جلست بين جمع من الناس ضمني الشيوخ في دائرتهم.
الأديب”بيفرلي ديكولس” تحدث عن سن التاسعة والأربعين.
مع أنني بلغت هذه السن، فان الشعر مازال يكسو رأسي وليست بها بقع صلعاء، وأسناني ما زالت سليمة، ولا زلت آخذ حمامات كل صباح حتى في أيام الشتاء، وعندي الآن مال أكثر مما مضى، ولي أصدقاء أحكم وأذكى وعندي الأن أفكار ومشاريع لكتب وروايات وقصص من الكثرة بحيث لو عشت مائة سنة أخرى ما استطعت أن أكتبها.
وقد أصبحت أكثر شجاعة وقدرة على مواجهة المصائب والنكبات، وخبرت خسة البشر، وأنا منهم، وحتى الألم أصبحت أكثر مقاومة له وأقل احساساً به.وفثي التاسعة والأربعين يزايل المرء الغرور، ويرى سعادته في أن يكون على وفاق مع الناس ومع خالقه.
رجل الأعمال ايفود براون تحدث عن سن السابعة والخمسين.
هل أنا حزين لأنني بلغت هذا العمر، نادم على أيام الشباب التي ولت؟ ..لا.. هناك خيرًا كثيرًا نجنيه من التقدم في العمر، العقل يذكر ويرجح كلما مضت السنين وخاض المرء الحياة، انني لست كالذين في اواسط العمر، اهتم بالصلع وابيضاض الشعر وأجزع من النظر الى التجاعيد وعلاماة الكبر والشيخوخة، فالحياة اذا عرف المست كيف يتسمتع بها، غدت بالصلع والتجاعيد وانحناء الظهر وضعف النظر حياة طيبة ممتعة.
واذا كانت بعض الملكات والرغبات والحواس تضعف، فان غيرها تشحذ وتهذب وتقوى، لقد غدوت الىن اكثر غرامًا بالحديث الطيب الحلو، وبقراءة الروايات الجيدة والكتب القيمة.
الممثل “سيمور هيكس”تحدث عن سن السادسة والستين
وقال، من قال ان المرء يشيخ بمضي المدة؟ ان الذين يكبرون ويشيخون هم العابسون المتشائمون الذين لا يعرفونن كيف يستمتعون بالحياة، ويتخذون من الكبر والشيخوخة ستارًا لإخفاء عيوبهم ونقائصهم، اني سعيد لأنني تعلمت من خلال حياة طويلة مرحة أشياء كثيرة.
وأهم هذه الاشياء ادراكي لقصوري وعجزي، وعدم المبالغة في الاهتمام بشىء في الحياة، كانت جدتي قد جاوزت المائة، ومع ذلك كانت تلعب الورق معي كل ليلة، وكانت تضحك على أحيانًا وتطلب مني أ ن أقفل نافذة أو بابا في الغرفة، ثم تطلع على أوراقي أو تسرق منها شيئًا، فأوحت الى شخصيتها بعدم المبالاة.
تعليقاتكم