يميل الشباب لتجربة كل شىء خاصة في فترات المراهقة الحماسية التي تأخذهم كي يجربوا كل ما هو مفيد وضار وبالأخص تحيطه علامات استفهام كثيرة، يدفعه الفضول كي يطرق كل الأبواب المغلقة وإن كانت خطرة.

هناك عاقلون يتجنبون فقط تجربة المخدرات لأنهم يعرفون جيدًا أن بابها باب (اللي يروح ميرجعش) فيخافون أخذ هذه الخطوة، ولكن أصبح كثير من الشباب يتعاطى الحشيش ولا يعتبرونه من المخدرات على الرغم أن علماء النفس وأطباءه يعتبرونه كذلك.

حسب أخر إحصائيات عام 2017 فنسبة تعاطي الحشيش بمصر وصلت لأكثر من خمسين بالمائة بين الشباب، فقد وصلت النسبة إلى 54 % على الرغم من ارتفاع سعره، والغريب أن الشباب يدخنونه مع ارتفاع سعره ويعاملونه مثل السجائر بالضبط التي لا يستغنون عنها مع ارتفاع سعرها.

يستخدم الشباب الحشيش دون معرفة أضراره ولا يتخيلون أنه يندرج تحت بند المخدرات التي يجب العلاج من تعاطيها، ولا يتوقعون أن أضراره تقترب من أضرار وتأثير المخدرات الأقوى نوعًا وكذلك أقوى من تأثير السجائر على الرئة.

فقد أعدت طبيبة رئة أمريكية تقريرًا عام 2014 عن مخاطر تدخين الحشيش التي ترفع الإصابة بسرطان الرئة، وقالت أن أي شىء يدخن كالسجائر والمارجونا يرفع معدل الإصابة بسرطان الرئة، ولكن الحشيش يعد أكثرة خطورة على رئة الإنسان لما يحتوي على معدلات أكبر من الكربون والسموم عما تحتويه السيجارة العادية.

بجانب خطر الحشيش على الرئة فهو يسبب مشاكل جلية مع الوقت على حركة الإنسان ويتسبب له في رعشة بالأطراف وهذه علامة كبيرة على وصول المتعاطي لدرجة الإدمان وناقوس خطر يعلن عن نفسه أن الآن عليه الإقلاع عنه والتعافي منه.

تأثيره على العلاقة الجنسية:

مع الأسف الشديد لأن الشباب لا يملك الوعي الكامل عن الجنس ويستقي معلوماته من مواقع إلكترونية غير متخصصة أو من الأصدقاء، فيعتقد البعض أن الحشيش يساعد في حدوث عملية الانتصاب ويزيد من قدرة الرجل الجنسية في حين أنه يفعل العكس تمامًا مع الوقت.

يتسبب الحشيش في عقم الرجل  و برود جنسي مع تناوله باستمرار، وكذلك يتفاجأ متعاطيه  بتأثره على قدرته الجنسية فيسبب الضعف  والعجز الجنسي  مع الوقت، ومازالت متزوجات كثريات يشتكين استمرار تناول أزواجهن الحشيش قبل العلاقة الجنسية لم يعتقدونه عنه بمعلومات خاطئة جدَا.

وربما في تعاطيه المرة الأولى قبل العلاقة يتسبب في حالة من النشوة ولكن لا يسببها بالمرة الثانية، وما يفعله يكون فقط إعطاء الوهم لمتعاطيه أنه في أوج قدرته الجنسية ولكن في الحقيقة يكون فاقدًا لجزء كبير من وعيه في حين أن زوجته تشعر بكل شىء فيما يتوهم هو أن العلاقة تسير على ما يرام، ويتخيل المرء أن بزيادة الجرعة ستصبح قدرته أفضل ومدة العلاقة أطول وبمرور الزمن يدمنه بلا فائدة حقيقية.

وعدم وعي الإنسان بما يدور في العلاقة يظلم الطرف الآخر الذي يعي بكل ما يحدث ولا يصل للنشوة التي يريدها والمطلوبة في حين يستمر الطرف الأول على استخدامه لما يسبب له من وهم كبير.

علاقة الحشيش بأضرار أخرى أولها الجنان:

نشرت صحيفة “ديلي ميل” البريطانية  دراسة عن الحشيش وأضراره غير المتوقعة بالمرة، كان أولها ارتفاع نسبة إصابة الإنسان بالجنون، حيث يدفع الحشيش الإنسان للمعاناة من  الشيزوفرنيا وهلاوس بصرية وسمعية حتى تحول هذه الهلاوس بمرور الوقت لحالة جنان.

وذكر في التقرير أن الحشيش يتسبب في أمراض كثيرة ويضر بصحة القلب والرئة، ويؤثر على الذاكرة ويضر بحركة الإنسان مما يؤثر على الجسد كله، وبالطبع يؤثر على الحوامل والمواليد  بأضرار جمة.

ويتسبب في القلق والاكتئاب، فيما يدخنه البعض ظنًا منهم أنه سيعالج حالة الاكتئاب في حين أنه يتسبب كالخمور في نشوة وقتية ولكن يزيد من معدل القلق مع استخدامه، وكذلك يدخنه البعض للتخلص من الآلم في حين أن هناك بعض الأدوية التي تحتوي عليه تكون أفضل من تدخينه الضار.

الجدير بالذكر أن هناك دراسات أثبتت أن تناول الحشيش كمشروب طبيعي يساعد بالفعل على قتل الآلام التي يعاني منها المرضى، فيتم خلطه بالخلاط وعمله كعصير ووضعه بالثلاجة، ولكن ما اتفقت عليه الدراسات أن تدخينه ضار جدًا بالصحة.

من المصادر: (1)